الصفحات

طار الأغبر طار


قصد فلاح قطع شجرة حور على ضفة نهر الليطاني، وبما أنه من المتعذر على حماره هبوط المنحدر العامودي، تقريباً، إلى النهر فقد أوقفه في أعلى المنحدر وربطه بحبل إلى رأس شجرة حور من حورات النهر يلاصق رأسها قمة المنحدر. وهبط الفلاح المنحدر بعد ذلك واختار أطول الشجرات وبدأ بقطعها ولم ينتبه إلى أن الشجرة التي يقطعها هي نفسها التي ربط (الأغبر) الحمار إليها. وما إن انتهى من قطع الشجرة حتى مالت نحو الضفة الثانية من النهر جارة في أعلاها الحمار المربوط بها.

ثم بسرعة وبقوة هوت فظهر الأغبر وكأنه طائر في الجو وما إن رآه الفلاح على هذه الصورة حتى انخلع قلبه من المنظر المرعب والمذهل وصاح وهو بين المشفق على الأغبر وبين المدهوش من هول المشهد: طار الأغبر طار! طار الأغبر طار! وخزَّ مغشياً عليه! 

من كتاب الامثال العامية - السيد جعفر محسن الأمين