شغلت "الداهشية" في الأربعينات، أفكار كثيرين من اللبنانيين،وهي دين منسوب إلى رجل ادّعى النبوءَة وسمّى نفسه "الدكتور داهش" فأدهش كثيرين كان بينهم أطباء وشعراء ورجال سياسة. وتحدث البعض عن خوارق داهشية منها على سبيل المثال:
- الآنسة أوديت كارا فقدت ساعتها في ليبيا، قبل تعرفها إلى الدكتور داهش بثلاث سنوات، وإذا الساعة تعاد إليها في جلسة روحية.- السيدة فاطمة البلطجي أضاعت خاتمها ، وبعد سنة أعاد الدكتور داهش خاتمها إلى يد زوجها في جلسة روحية.- رسمت السيدة ماري حداد لوحة في عصفور على شجرة وفي جلسة روحية بدأت الألوان تتحرك في اللوحة وصارت صورة العصفور تتخذ لحماً ودماً وريشاً وتتحول إلى عصفور وضع في القفص عدة سنوات. و يُذكر أن الشيخ علي الزين من قليا – البقاع - والذي كان يرتجل الشعر والزجل في مناسباته، كانت تربطه صداقة بشاعر معروف في زحله من أتباع داهش حاول إقناعه بصحة الخوارق الداهشية واصطحبه يوماً إلى مجلس داهش لكي يتحقق الأمر بنفسه حيث كان هنالك عدد من رجال العلم والفكر والسياسة.
وانتبه الشيخ علي إلى داهش فرآه يرتعش ثم يشير بيده إلى كتف إحدى السيدات ويقول: "هذه حمامة نوح". فيهتف جميع الحاضرين: حمامة! حمامة! ويضيف داهش: "هذه حمامة نوح مع غصن الزيتون في فمها وهو ما زال يرشح ماء، وهي ما زالت محفوظة هكذا بعد موتها في عالم روحي خاص".
وهكذا رأى جميع الحاضرين حمامة تحطّ على كتف إحدى السيدات وفي فمها غصن زيتون يرشح ماءً ما عدا الشيخ عليًّا الذي حاول أن يرى فلم يرَ شيئاً، فخرج بردّة من الزجل قال:
كشف الحقيقهْ كان همِّي ومأربي
وتأكيدْ قولْ الناسْ عن داهش نبي
كان النبي من قبلْ يهدي الأغبياء
واليومْ صارْ يحوِّلْ العاقلْ غبي
فهل تصدّق الشيخ عليّاً ( وما تراه عينك ) أم سائر شهود الحال من رجال فكر وعلم وسياسة
******* مقتطفات من مقال ل سلام الراسي****
من مشاركات الأستاذ عفيف قاووق على صفحة طائف الأدب العاملي على الفيس بوك