في واقعة مسرحها إحدى القرى المجاورة للنبطية يصف السيد نور الدين بدر الدين إحدى غزواته الغرامية:
وصلت مقرها وكأن قلبي يكاد لقربها شوقاً يطير
ولكن ما بنيت من الأماني تداعت وأمحت تلك القصور
فقد أبصرت وكر الحب قفراً فلا خل هناك ولا سمير
وإذ قد لاح لي نور ضئيل أنست به وعاودني السرور
فتحت الباب في حذر ورفق مخافة أن يؤرقها الصرير
ومذ قاربتها انتبهت وصاحت بذعر: من هنا. فأجبت «نور»
تبدد ما اعتراها ثم قالت جعلت فداك ما هذا الغرور؟!
فقلت دعي الملام فقد دعاني إليك الوجد والشوق الوفير
وها قد نامت الرقباء عنا ووقتي يا معذبتي قصير
فكان جوابها أن عانقتني وغاب العقل عنا والشعور
قضينا الليل في اللذات حتى صحا الغافي وزقزقت الطيور