كتاب (مختصر نسيم السحر) - في أحوال الشهيد الأول - للشيخ محمد بن علي البتديني (من بتدين اللقش) العاملي، اختصره احد احفاد الشهيد الأول.
النص المحقق من مختصر نسيم السحر نشره الدكتور يوسف طباجة في مجلة المنهاج - العدد 51 و52 من السنة الثالثة عشر.
مختصر قيّم ونفيس عن حياة وأحوال الشهيد الأول، يكشف الكثير من الغوامض من سيرة الشيخ الجليل، كما يميط اللثام عن جوانب عديدة طالما اكتنفها الغموض في الماضي، ويرسم صورة جديدة لحركة الشهيد ونظرته للسلطة مغايرة لما هو مركوز في أذهاننا:
* علاقة الشهيد الأول بالحاكم الفارسي(علي بن المؤيد) إبتدأت من أيام إقامته في العراق.
* بعد عودته من أسفاره ورحلاته العلمية، كان الشهيد الأول على علاقة جيدة مع سلطان المماليك ومع واليهم (بيدمر) في الشام.
* تمت الوشاية بالشهيد الأول في المرة الأولى، وذلك من قبل مفتي دمشق (إبن جماعة) فحضر إلى دمشق وأقام فيها لدفع الشبهات عنه (دون أن يكون سجينا)، وبعد عدة مناظرات، تم السماح له بالإقامة حيث يشاء، مع رسالة تعظيم من الوالي لجناب الشيخ الجليل، فعاد إلى مدرسته في جزين.
* أيام إقامته الأولى في دمشق وصله رسول (إبن المؤيد)، فكتب له الشهيد كتابه الذائع الصيت (اللمعة الدمشقية) ولم يكن سجينا.
* بعد عودته لجزين، ادّعى أحد تلامذته (اليالوشي) النبوة، فأرسل له الشيخ الشهيد 40 عالما لمحاججته، وبينهم إثنان من أولاده، فلقيهم اليالوشي في سهل (زبدين) وقتلهم ولم يبقِ إلا على 5 أشخاص بينهم أولاد الشيخ الشهيد الأول. فتم دفن القتلى الشهداء في زبدين في مقبرة يقال لها (مقبرة الشهداء)، وهذا على خلاف المشهور بأن المقبرة هي في النبطية الفوقا.
* بعدما قتل اليالوشي وفد العلماء، أرسل الشهيد الأول، رسالة إلى الوالي (بيدمر) يحضّه فيها على محاربة اليالوشي، فحضر (بيدمر) على رأس جيشه ولقيه الشيخ الجزيني مع أبناء جزين والريحان ومشغرة و عموم الجبل، واجمتع العسكر في وادي (الزرارية) حيث كان اليالوشي متحصّنا في برج له هناك مطل على الوادي.
* تقدّم الشهيد الأول وحيدا إلى مكان اليالوشي وطلب إليه لقاءه (حقنا للدماء)، وعندما اختلى به قام أحد مريدي الشهيد الأول من الذين كانوا في الظاهر مع اليالوشي وفي الواقع مع الشهيد، قام بالإجهاز على اليالوشي، وكفى الجميع شر القتال.
* كان الشهيد الأول يعرف كل فنون (السيمياء) و(الشعبذة) و(السحر)، وقد تعلمها لدحض الخرافات والإدعاءات التي كانت شائعة تلك الايام.
* بعد اليالوشي قام شخص آخر من انصاره، وحاد عن طريقة الإمامية، ووشى بالشهيد و ارسل بعض مؤلفاته التي كان يخفيها إلى القدس وبيروت وصيدا ودمشق، وكلها تبيّن حقيقة مذهب الشهيد، فتم استدعاء الشيخ مرة أخرى لدمشق، دون سجنه.
* بقي الشيخ في دمشق يناظر و يدرّس ويصلي الجماعة، ولما ذهب الوالي (بيدمر) للقدس في زيارة، دبّر القاضي (ابن جماعة) مكيدة للشهيد الأول حيث دسّ له في حذائه أوراقا فيها أسماء العشرة المبشرين بالجنة، ولما حُمل حذاءه وقعت الأوراق ، وتصايحت الناس، وأفتى القاضي بوجوب قتله، وعجّل في التنفيذ قبل عودة (بيدمر).
* حصلت للشهيد كرامات قبل قتله، وأوهم القاضي الناس بأنه أحرق جثمان الشهيد، ولما علم الوالي بأمر قتله عاد لدمشق وعاقب قاتليه، وبنى على ضريحه قبة؟؟؟ وهذا خلاف المشهور.
* في آخر المخطوطة، ذكر لفضائل وكرامات الشهيد الأول.