بينما نحن ذات يوم نشتغل بالمطالعة والنسخ في مكتبة الحسينية وإذا بشابين في هيئة رثة دخلا الحسينية واستخرجا طبلين من مكان منها وحمل كل واحد طبلا منهما واخذ بيده مقرعة استعدادا لضرب #الطبول وعجبنا من ذلك ونحن في شهر #رمضان شهر العبادة لا شهر الطبول والزمور. فلما سألنا قيل لنا: تصل اليوم #جنازة رجل عالم من علماء #اصفهان ..... فعجبنا واسفنا كثيراً لوقوع تلك المنكرات في ذلك البلد المقدس..... وهذه الطبول والأعمال لم تكن معهودة في العصر الذي كنا فيه في #النجف إنما كان #الترك #الايرانيون يضربون الطبل في #عاشوراء أما شيوع استعماله عند الجميع واستقبال الجنائز وتشييعها به فأمر حدث بعدنا في حين اننا كنا نرجو لهم الرقي لا الرجوع الى الوراء .
وهكذا تم الامر فخرج لتشييع هذه الجنازة كل معمم في النجف ودخلوا بها الصحن الشريف والطبول تدق أمامها و #اللطم يصل صوته وصوت الطبول الى عنان السماء أما أنا فكنت في راحة من تشييع هذه الجنازة الكريمة ومن رؤية وسماع هذه الفاجعة الاليمة فلم اخرج ولم اخش من عتاب أهل الجنازة ولا كنت اتوقع شيئاً من ثوابهم فبقيت اطالع وانسخ الى ان دفنت الجنازة واكسبها هؤلاء المطبلون المزمرون دخول #الجنة .
بتصرف عن كتاب رحلات السيد #محسن_الأمين الصفحة 115