كان الشاعر في مدينة صور يبتاع من "فلافل بوّاب"، في أواخر أيّام الحرب الأهلية ... (لبطه) أحدهم وتبيّن أنّه عنصر في إحدى التنظيمات المسيطرة في ذلك الزمان، أو مسؤول فيها. فكتب قصيدة اسماها (محاولة لتهدئة بحر الغضب)، غناها فيما بعد سامي حواط:
أحد الإخوان،
وأنا أبتاع رغيف فلافل
من ذاك الدكان،
فيدايَ كأيدي الناسْ
وكذلكَ رجلاي وعيناي
وأيضًا لا أختلفُ حذاءً ولباسْ
أحد الإخوان ...
لبطني
وأنا إن قيس الإنسان بهامته
سأساوي بالنسبة للأخّ اثنينْ
أو قيس الإنسان بفكرته
سأساوي ألفينْ
أو قيس الإنسان برقّته شجاعته
سأساوي مليونينْ
قلتُ: ألقّن هذا الحيوانْ
درسًا لا ينساهْ
فأضربه كفينْ
على رقبته وقفاهْ
ولكن حين علمت بأن
الأخّ اللابط أعلاهْ
من زلم السلطانْ
أحجمتُ
لأنّي تعبانْ
قسمًا بعليّ والعباسْ
قسمًا بجميع القديسينْ
أنا تعبانْ
قسمًا بصلاحِ الدينْ وحطينْ
وجميعِ الجبهات لتحريرِ فلسطينْ
أنا تعبانْ
قسمًا بالنور المقطوعْ
وبالماء المقطوعْ
وبالبنزينْ وبالأفرانْ
ومصرف لبنانْ
أنا تعبانْ
وإن شئتمْ قرفانْ
وان شئتمْ كسلانٌ وجبانْ
محمد العبدالله اديب وصحفي وشاعر من بلدة الخيام (1946ـــ 2016 )