ننقل نص السيد حسن الأمين كما ورد في مستدرك الأعيان الجزء ١ ص ٢١٧ ونعتذر مسبقا من محبّي الحوماني، ولا ندري طبيعة العلاقة بينهما التي ربما كانت سببا لهذا الرأي القاسي: محمد علي الحوماني ولد حوالي سنة 1315 (1896) م. في قرية #حاروف (#جبل_عامل) وتوفي سنة 1964 م في #بيروت ودفن في حاروف. تعلم الخط والقراءة على أبيه وأخيه الشيخ حسين ثم دخل المدرسة الابتدائية في #النبطية ثم مدرسة السيد حسن يوسف في البلدة نفسها فدرس فيها علوم اللغة العربية. وفي نهاية الحرب العالمية الأولى وابتداء الاحتلال الفرنسي للبنان عين معلما لمدرسة #شقراء سنة 1920 م. ثم تنقل في عدة قرى حتى استقر في النبطية، وكانت قد تفتحت شاعريته وبدأ ينظم الشعر. وهنا في النبطية خطا خطوته الأولى في تملق النافذين الأثرياء استدرارا لأموالهم ..... وبقدر ما كان يسر الناس بروز شاعرية هذا الشاعر، كان يؤلمهم ان يسلك في شاعريته تلك السيل المزرية، .... ونلاحظ دائما في هذا الشعر، التركيز على (فيض الكف)، (والكرم) استنهاضا للممدوح على أن تفيض كفه وينهل كرمه لتتحقق أهداف الشاعر من نظم هذا الشعر ..... وقد شجعت العطايا هذا الشاعر على أن يزداد استرسالا في الوقوف على باب الممدوح، وان يعلن بصراحة ما بعدها صراحة بأن الكدية هي مهنته، وأنها ما دامت مهنته فهو يقول ويكرر في قوله بدون أي حياء أنه يعكف على الأبواب ويجتدي الأكف ..... والواقع أنه لم يعرف المدح في الشعر العربي مثل هذه الوقاحة التي لا يخجل صاحبها من أن يقول: (نجتدي كفه) (وعلى بابه نعكف) وكان من يطالب بالعطايا في الماضين يلمح إلى ذلك تلميحا خفيفا خجلا واستحياء، اما هذا الشاعر فلا يخجله شئ....وهنا يكون الشاعر قد عرف طريقه وابتدأ رحلة الكدية الطويلة التي استمرت طيلة حياته.فقد قرر أن (يعكف) على أبواب أوسع وأن يجتدي اكفا أكثر امتلاء وكان أقرب بلد إليه هو الأردن، وكان قد علم أن أميرا جاءها وأنه أنشأ حكما جديدا فصمم على الذهاب إليه وأخذ يمدحه.... ولا يخجل هذا الشاعر من أن يقول بان خير أيامه هو يوم يكون على مائدة الأمير، وهكذا يكون قد انحدر بالكدية إلى أحط دركاتها فهي ليست كدية في اجتناء المال فقط بل هي كدية باجتناء الطعام أيضا.... .....ومن المضحك الباعث على الاحتقار الذي يستحقه هذا الشاعر تشديده على أن الحلوى كانت أنواعا، فكم هو تافه من يتغنى بتناول الحلوى على موائد الناس... وحسب الشعر مهانة ان المائدة والخوان هما ملهماه..... .....وبعد ان امتلأ وطاب الحوماني في #الأردن. .... مضى في فترة إلى #العراق فكانت له فيه نفس الحياة على أن من اخزى ما فعله هناك أنه ارتبط باقطاعي معروف بعسفه وتسلطه على الفلاحين واستعباده لهم، ....ثم ألف كتابا ضخما اطلق عليه اسم ذلك الظالم القاتل السالب ووصفه بأعظم الصفات.وبعد أن استنفد أغراضه في العراق انتقل إلى السعودية يستعطي من أموال أثريائها ما يستعطي، ثم سكن بلادهم يعيش على فتات موائدهم ويقف شعره عليهم لا سيما محمد سرور الصبان الذي نظم فيه ديوانا كاملا كله كدية وتملق سماه " معلقات ". .....ولما تقدمت به السن ...عاد إلى #لبنان فلم يعش فيه طويلا، وننقل هنا بعض ما جاء في كتاب (مع الأدب العاملي) في الصفحة 25: (وربما كان الحوماني في نزعته الأخيرة أقرب أبناء هذه الطبقة إلى الجديد لو لم يتخذ الأدب وسيلة للتكسب) إلى آخر ما قال.ونحن حين نترجم لهذا الشاعر فلكي نعطي صورة عن حالات بعض الشعراء، في فترة من الفترات، وهذا واجب على من يسجل تاريخ الأدب، فليس التاريخ دائما صورا مشرقة، وعلى المؤرخ أن لا يكتفي بعرض الصور المشرقة وحدها والا خان التاريخ.