كتب السيد هاشم فضل الله :
السيجارة هي مهوى قلوب الملايين من المدخنين، وسواء كنا نحبها أو نكرهها فهي حالة موجودة يدخنها الكثير من البشر بغض النظر عن مضّارها المعترف بها من الجميع حتى المدخن يعترف بضررها لكنه متعلق بها ولها نكهة يستلذها المدخن وفي هذا قلت فيها هذه الابيات الشعرية:
هيفاءُ فاتنةُ تُغريكَ بالغزَلِ
جذّابَةُ الثغرِ تُغري الفَمّ بالقُبلِ
أُسَامرُ الليلَ وجْداً في تَنَشّقِها
كأنّها عِطرُ وردٍ يانعٍ خَضِل
كمْ أنّها فتنةٌ للروحِ جاذبةٌ
لُفَافةُ التبغِ قدْ تُغنيكَ عنْ حُلَلِ
سامرتُ ليلكِ والأشواقُ تَجذِبُني
ورُحتُ أنفثُ دُخّاناً بلا مَللِ
أشْدو إذا أشتعلتْ كالبلبلِ الغردِ
فَطيبُ نَكْهَتها يدْعُوك للجَذل
منْ ذاقَها دلَعاً هَامتْ بهِ وَلعا ً
وظلّ يَنْفثُ دُخّانا على عَجَلِ
هامَ الفؤادُ بها شوقاً وحنّ هوىً
كأنّها الغاية القصوى بِلا بَدَل
تَعَلّقَت رُوحُ منْ يَهوى بِها شَغَفا ً
وكادَ منْ رَغبةٍ يَشكو مِنَ العِللِ
لا يَصبِرُ الصّبّ عنْ مَحْبُوبِهِ أبَداً
حتّى تراهٌ الى جَنْبيِهِ كالثَمِل
أيَحْسَبُ المرءُ أنّ الهمّ مُنصَرفٌ
منْ نفثِ سيجارة ترديهِ فيْ الزَلَل
فالقَولُ وَالحقّ نّرجُو هَجْرَها أبَدا
مِمّا حَوَتْه مِنَ الأدرانِ والزَغَل ِ
فاحْذَرْ مِنَ الخَطرِ البَاقي مَدَى الأبدِ
منْ خُبْثِ مَصْدَرِها وارقُبْ علَى وَجَلِ
واربأْ بِنَفْسِكَ عَنْها أيّها الفَطِن
وكُنْ علَى حَذَرِ خَوفاً مِنَ الأجَلِ