كتبها حسن السيد محمد ترحيني :
من عدشيت جبناك يا قمر
كثُرت الروايات حول هذه (الرويدة) ، و كلها تلتقى حول حادثة وقعت بين بلدتي عبا وعدشيت.
الرواية الأولى :
أُعجبَ شابٌ عبّاوي بفتاة من عدشيت تُدعى (قمر)، وعندما حان وقت العرس ذهبت العائلة لإحضار العروس. وكان السائد أن توضع عَمدة في فناء دار العروس ويُطلب من العريس أو ممّن معه رفعها. تعمّد والد الفتاة المبالغة في وزن العَمدة علّه يجعل من ذلك سببا لرفضه، ولكنّ اهل العريس تجاوزوا القطوع وتمكّن أحد الشبان من حملها. فبدأ والدها يتذرّع بحجج لعدم ارسالها معهم. فطار شاب من اهل العريس على صهوة جواده وأبلغ الحشد المتجمهر في ساحة عبا بما جرى، فهبّ الجميع متوجهين إلى عدشيت. ولدى مرورهم بال(مغريقة) قطعوا (المربى) وحمل كل واحد منهم (مرباية) على كتفه وتوجهوا إلى بيت العروس.
ما إن لاح الجمع مدججين بالمرابي حتى تداعى العقلاء في عدشيت ونصحوا والد العروس بإرسالها منعا لوقوع مكروه، فابتهج القوم وعادوا إلى البلدة حاملين (قمر) وهم يرددون:
"من عدشيت جبناك يا قمر /// والمربى شغل المغاريق"
الرواية الثانية:
في ليلة حالكة سُرق لأحد الفلاحين في بلدة عبا ثور يُدعى (قمر). فتداعى بعض اقاربه وجيرانه واتفقوا بأن يكمنوا للصوص في وادي عدشيت _ كفردجال، حيث كان الوادي ممرا الزاميا لأي سائر إلى فلسطين. وكان من عادة اللصوص سوق مسروقاتهم الى فلسطين لبيعها بعيدا عن أعين الناس.
وعندما وصل اللصوص الى المكمن تعرف الفلاح إلى ثوره فوثب الشباب عليهم واوسعوهم ضربا واستعادوا العجل (قمر) وعادوا من طريق عدشيت _وادي عالي _ عبا، ولدى مرورهم بالمغاريق (مفردها مغريقة) قطفوا المقتى أو المربى وهم يرددون:
من عدشيت جبناك يا قمر /// والمقتى شغل المغاريق
الرواية الثالثة
في منتصف شهر قمري، حجبت الغيوم قمر السماء عن أهل بلدة عبا، وكان بين عبا وعدشيت شيءٌ من المناكفات، فاتّهم العباويون أهل عدشيت بسرقة القمر. فتداعى أهالي عبا وقرروا السير إلى عدشيت لاستعادة قمرهم المحجوب. وعند وصولهم الى المغريقة، انقشعت الغيوم وبان القمر، فحوّشوا المرابي وعادوا الى البلدة مبتهجين يرددون تلك الرويدة.
الرواية الرابعة:
كان الحاج (....) من بلدة عبا معروفا بين أقرانه ب (غرموله) الكبير الذي يحاكي المرباية. و في يوم زفافه على الحاجة (ف) من بلدة عدشيت. مازحه أصدقاءه بالقول :
من عدشيت جبناك يا قمر /// ومربى شغل المغاريق
و ارض المغريقة خصبة ونتاجها يضرب بجودته المثل. فذهبت قولا مأثورا
وقد عقّبت الأستاذة سلام بدر الدين الزين أنها سمعت الرويدة على هذا النحو :
من عبا جبناك يا قمر /// والمقتى شغل المغاريق
وجزء من المغريقة كان في ملكية الشيخ عبد الكريم الزين عن زوجته الحاجة تاجة فحص ..فقد أتى من شحور شيخا لبلدة جبشيت وتزوج الحجة تاجة.