كتب الأستاذ محمد نصار :
قبل القرن العشرين، كان الرز قليل الوجود بين إدَيْن الناس ، ولا يدخل البيوت إلا في حالات نادره، أي لأمر مهم، إما للعلاج أو لإقامة الولائم في السراء والضراء، في العزاء أو الفرح.
فكانت الناس تستعمل خبز الشعير للأكل في بيوتها، لكن الرز كان يستعمل للعلاج كدواء لمريض في البيت، لا كغذاء، فإذا سُئلت إحداهن عن سبب شراء الرز، ردت :" بعيداً عنك، عنا مريض، الله لايدخّل الرز عبيتك"
وكانت الوليمه في الموت أو العرس، توضع على الأرض ويفرش تحتها شراشف، وتجلس الناس على ركبه ونص، وتشمّر عن أكمامها، وتبلع زط أو زلط بلع، وتفرج أصابعها لكي تستطيع تناول كميه أكبر. ولما تمتليء البطون، ترتفع الأيدي، ويأخذ كل آكل، ناحية جانباً لاحساً أصابعه، ويُزيلُ ماتبقى عليها من دسم، ويتبعُ ذلك مسحُ فمِهِ بكمِّهِ، أو بطرفِ ثوبه، ويقول لجاره " ياأخي دار العز لمّامه". انتهى
وروى لي من له اطّلاع في التراث، أن بعض البيوتات كانت تُكرم الوافد، بوضع طبقة من الرز أعلى البرغل قبل تقديمه للضيف.