الصفحات

الشاعر محمد بشير شريم

 محمد بشير شريم ( أبو بشير ) من كبار شعراء حومين الفوقا مواليد العام ١٨٩٥ وتاريخ الوفاة ١٩٨٦ لا يخفى على الأجيال السّالفة سرعة بديهيّاته في الزّجل المرتجل ، طالما تعملق في دقّة جواباته مع كبار المنابر المعروفين عبد الجليل وهبي وأسعد سعيد وخليل روكز والسيد محمّد المصطفى .

بارعٌ في الوصف وبليغٌ في المضمون وحاذقٌ في المَوضوع .
بالرّغم من أنّ جواباته لم تكن تتعدّى السّطرين في المعنّى إلّا أنّها كانت معبِّرةً ووافيةً لوِحدة الفِكرة .
أمضى حياتَه في حومين عاشقاً لأرضه ممتشقاً نفحة الزّجل عَن جدّه الشّاعر الكبير المرحوم محسن شريم .
وبما إنّ التّسجيلات والتّدوينات كانَت قَليلة في ذلك الزّمَن ، إستطَعنا أن نَجمع بَعضاً من أشعاره نَقلاً عن ألسنة متذوّقي الزّجل الكبار في السّنّ .
وجديرٌ أن نذكر نماذجاً عن إرتجاليّاته الّتي قلَّ نظيرُها في هذه الأيّام .
خلال إحدى السّهرات عرَض أحد حكّام الزجل على الشعراء أن يرتجلوا بالمعنّى عن وصف الخَيل وقوّته ومميّزاته، فأبدع في البيت التالي :
عندي مهر عَ الأرض مُذ تِشبَح يدَيه
ما في غَير المَيمون يتشبَّه إلَيه
لَو كان حاضر عَصر مِعراج النَّبي
صَوب السَّما ما كان عرَج إلّا عَليه
وفي مناسبةٍ ثانية كان قد هاجمَهُ الشّاعر الكبير زَين شعيب في ردّة قال لهُ في آخرها :
( يا لَيتَك تعَرقَلت في نصّ الطَّريق )
فأجابَه على الفَور :
شو صابها ولاد الذَّكا شو صابها
بِالقِلب عَم تِقرا حروف كتابها
يا لَيتني تعَرقَلت في نصّ الطَّريق
ولا شوف أسامي معاكسي أصحابها
كما في مناسبةٍ ثالثة وردّاً عَلى الشّاعر الكبير عبد المنعم فقيه الّذي قال له في آخر ردَّته:
( إلّا بِبَيت بشير حَيدَر ما انقَتَل )
أجابَ أبو بَشير :
صعبي عَلَيك يا عَبد تِبلَغ غايتَك
طِلعِت عَلَيك بالقِلب تَفسير آيتَك
حَيدَر قِتِل في بَيتنا بمَسجد شَريف
والّلي قَتَل كان عَبد متل حكايتَك
وفي لقاءٍ بَينَهُ وبَينَ الشّاعر عَلي محمّد شريم :
عَلي:
يا بو بَشير المُعترف ألعِلم نور
تحَصحَص العِلم وأثبَت بشَتّى الأمور
إنّو الأرض لا راكزي ولا معَلَّقة
لَكِنَّها عا نَفسها عَمّا تدور
محمّد:
يا عَلي عْلى العِلم بدَّك طول بال
وبَدَّك دَليل واضِح عَلى حِسن القبال
وكيف الأرض لا راكزي ولا معلَّقة
وألله خَلَقها وقال مَرساها الجِبال
علي:
العِلم واسِع والدِّني ما بتوسَعو
وكِلمِن قدَر مِنظار عِلمو بيِقشَعًو
أثبَت بِأنّ الأرض كَوكَب بِالهَوى
جبال وسهول وبحور عَم تبرُم مَعو
محمّد:
العِلم واسع بالشّمال وبالجنوب
وما شاف شَمس الشَّرق وَلِّت عَ الغروب
وكِلمن ثَبَت للأرض كَوكَب بالهَوى
مش راح قِلّو إنت عَلّام الغيوب