النص للدكتور Ahmad Beydoun (بتصرف طفيف) :
تبنّى الروائي الروسي مكسيم غوركي _الغنيّ عن التعريف _ الفتى (زينوفي) ومنَحَه اسْمَه.
وأمّا زينوفي فوُلِد سنةَ ١٨٨٤ في نيزني نوفغورود الروسيّة لعائلةٍ يهوديّةٍ بولنديّةِ الأصلِ، واسمُه الأصليُّ زينوفي ميخايلوفيتش سفردلوف. (أصبح زينوفي بيشكوف بعد تبنّي مكسيم له) .
غادر بشكوف روسيّا مخاصماً البلاشفةَ وخاضَ في عداد الجيوشِ الفرنسيّةِ حربين عالميّتين.
وبين الحربين عرّجَ على بلادنا مستشاراً انتدابيّاً فاحتُفِلَ به في عاشوراء في صور أيّما احتفالٍ وحُمِل على الأعناق في بنت جبيل قبل أن يَقْمَعَ سنةَ ١٩٣٦ بالرصاصِ حركةَ الاحتجاجِ فيها على العودةِ إلى احتكار التبغ وقبل أن يعادي، في السنةِ السابقةِ، بك آل الأسعدِ لمصلحةِ بك آل الفضلِ في انتخابٍ نيابيٍّ فرعيّ، وهو ما حمَلَ عزيزَنا أبا محمود علي هيدوس، الشابَّ الأسعديَّ الهَوى، على ارتِجال حوربتِهِ التي طبّقَ صداها الآفاق:
بشكوف خَبِّرْ دولتَكْ / سلطاننا عبد اللطيفْ!
باريز مربطْ خيلِنا / ورصاصِنا يْلَحِّق جنيف!
هذا وقد أسلفْنا أنّ بشكوف "خبّرَ" دولتَه بما عايَنَ وبما فعَل في تقاريرَ مفصّلةٍ محفوظةٍ في مركز نانت السعيدة… وفي خزانتي أيضاً.
وكانت آخرُ مهمّةٍ معروفةٍ أدّاها زينوفي بشكوف ذهابَه سنة ١٩٦٤ سفيراً لديغول إلى تايبه عاصمة الصين الوطنيّة (تايوان اليوم) لاسترضاءِ الرئيس شان كاي شيك بعد أن عزَمَت فرنسا الديغوليّة على الاعترافِ بصين ماو تسي تونغ الشعبيّة.