الشاعر شوقي بزيع _ 1984 :
تمشي جنازته الهوينا
ثم ترفعها الأكفّ إلى مكان غامضٍ
يمشي جنوبيون خلف النعش
كوفيّاتهم مصبوغة بجبينه المثلوم
تتبعهم يدا امرأة
تشمّ قميصه
و تعشّب الأيام من دمه البهي
هو الجنوبي الشهيد
مروّض القمح العنيد
يعود نحو الأرض
ملفوفا بكيس الرمل والعلم الممزق
أفسحوا لخطى عليّ
لقوامه الممشوق وهو يشفّ حتى الموت
للوجه المضرّج بالنعاس الشاعري
يمشي وتتبعه رياحين
ويغمر وجهه خفرٌ طريّ
****
نمْ يا عليّ
نمْ يا وارث الصخرة الكبرى
لأحلام الجنوبيين
ناصبة لقبر طفولتي أنت
اقتراب دمي من الفصل الأخير لهذه الفوضى
المسماة : الجسد
في الشبرق* الغافي على الوديان صمتك
في حداء الأمهات سقوطك الدموي
كم ستكون قرب النار في السهرات
تذكرك العجائز في مجالسهنّ
يستدركن كان
هل كنت حقا ؟
أم غفت سهوا على جفنيك نايات الزمان
نم يا عليّ، الانتظار الصعب
فوق تراب ذاك التلّ
فلسوف تنهض من عظامك سكّة
وتشقّ هذا الانهيار بنصلها الاجمل
وتقاوم المحتل
وتقاوم المحتل