الصفحات

توفيق بلاغي : صياد السمك والشاعر الصوري - 1911

... وكان في مدينة صور صيّاد سمكٍ يُدعى توفيق البلاغي، له ولعٌ بصيد الأدب، أُصيب بفقد ولده، فنظم هذه القصيدة ونشرتها مجلة العرفان وقالت أن له منظومات كثيرة غيرها:

كأس المنيّة في البرية مترعُ
يدعو بني الدنيا هلمّوا فاجرعوا

لا بدّ من شربي فلا مالٌ يقي
مني و لا حصنٌ حصينٌ يمنعُ

ولَكَمْ غزتني النائبات وأفرغت
ما في كنانتها و لا أتزعزعُ

حتّى رأيتك يا بنيّ تجود لا
تسطيع إسماعي و لكن تسمعُ

قبض المنون على لسانك فانتضى
منه البيان وناب عنه المدمعُ

هيهات ما جزعي عليك بنافعي
والموت لا يلوي على مَن يجزعُ

لا خير بعدك في الحياة فإنها
غصص تدومُ و غلّة لا تنفعُ

جاورتَ ربّك راضياً فلك الهنا
و ليَ الشقاء بثوبه أتلفّعُ



وله قصيدة ثانية منشورة في العرفان -  تشرين ثاني 1922