الحاجة سكنة بنت الحاج حسن شيث، زوجة السيد محمد الأمين (الثاني)، توفي جميع أولادها في حياتها، وفقدت ابنها السيد حسن محمد الأمين (الثاني) ليلة عرسه حيث توفي فجأة. ومع ذلك بقيت محتسبة صابرة صائمة عابدة، وذهبت للمجاورة في النجف وبقيت حتى وفاتها. قال عنها السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة:
( ... أمّه الحاجّة سكنة بنت الحاجّ حسن شيث، كانت من فضليات النساء.. وسافرت بعد وفاة بعلها وأولادها إلى العراق مرّتين، زارت في الأولى مشهد الرضا (ع)، وفي الثانية جاورت في النجف الأشرف حتّى توفيت، وجاورتنا هناك مدّة طويلة، فكانت تقضي نهارها صائمة، وأكثر ليلها قائمة، تدعو وتصلّي وتتضرّع وتبكي إلى الفجر، فتذهب إلى الحضرة الشريفة وتعود عند الضحى، ثمّ تذهب بعد الظهر إلى الحضرة المشرّفة فتبقى حتّى تصلّي المغرب والعشاء فتعود وتفطر وتنام شيئاً من الليل، وتقوم قبل الفجر فتصلّي النوافل، وتدعو وتتضرّع وتبكي إلى الفجر، كان هذا دأبها في جميع السنة حتّى أنّها كانت تصوم أشهر الصيف كلّها فضلاً عن غيرها حتّى لحقت بربّها، ودفنت في جوار أبي السبطين (ص)، وكانت لا تفوتها الزيارات المخصوصة في كربلاء مهما تمكنت، ولا تنسى بعلها وأولادها من الصدقات والخيرات في ليالي القدر من شهر رمضان بقدر استطاعتها رحمها الله تعالى رحمة واسعة).