بعد النكبة التي ألحقها الفرنسيون بجبل عامل (1920)، حمّل المهّجرون العامليون _تحت هول نكبتهم_ الحكومة السورية العربية (حكومة فيصل) المسؤولية عن استفراد الفرنسيين بهم، لأنّ الجبل لم يلقَ المساعدة من الجند العربي ولا من زعماء العرب ولا من رجال العروبة في الساحل الشامي (واللبناني). بل تُرك وحيدا مع كيل للسخريات اللاذعة والشماتة المضنية.
وفي اول جلسة عقدتها حكومة فيصل في دمشق لمناقشة وضع جبل عامل، انسحب ممثل الجبل الحاج عبد الله يحيى، واستُبدل بمحمد بك السهيل الوائلي، الذي شهد على المحرقة في بلاده فما كان منه إلا أن وجّه تقريعا شديدا للحكومة ووصل الأمر به أن يشتمها، فدبّت الفوضى في الجلسة وتم رفعها.
ويتابع د. محمد جمال الباروت فيقول : " لقد شكّل اخماد جبهة جبل عامل والحولة فاتحة احتلال سوريا الداخلية".