عبد الرضا عوالي من بلدة تولين. المعروف بعبد الرضا الفنّان أو التوليني.
كان كفيف البصر، حاضر الذهن، يتجول في معظم قرى الجنوب، ويبيت حيث ينتهي به النهار عند مَن يستضيفه. ويتحف مستضيفيه بالشعر والغناء الارتجالي حيث كانت لديه قدرة عجيبة على الارتجال فور سماعه حادثة او قصّة. اشتُهر بالغناء مع إيقاع ضربات عصاه على الأرض.
وقد كتب الأستاذ محمد نعمة الفقيه : " كان يرتجل الشعر ارتجالاً من مشهد وقع أمامه أو قصة سمعها لتوّه... وقد سرق السّارقون من قصائده المغنّاة ما سرقوه ومنهم الشاعر الغنائي شفيق مغربي الذي سرق له أغنية "قرقورك يا بديعة" ونسبها لنفسه وغنتها الراحلة فريال كريم. وهذه القصيدة ارتجلها المرحوم عبد الرضا مباشرة أمامي وترتبط بحادث وقع أمامه تبعه حوار بين شقيقتين فنظم الحوار في هذه القصيدة". انتهى
وقد كتب الأستاذ علي حمادة :" عبد الرضا عوالي ابن بلدة تولين الجنوبية قضى فترة من حياته في بلدة ديركيفا .وكل ديركيفا في الستينات والسبعينات تعرفه. كان ينظم الشعر ويستعمل عصاه الذي كان يضع في ارضها كمية من المسامير وفي رأس حذاءه مسامير أيضا فيحدث صوتاً كالموسيقى. وفي الستينات حدث اشكال في ديركيفا بسبب انتخاب مختار فوقع تضارب كبير بالعصي فما كان من عبد الرضا إلا أن ارتجل طقطوقة شعرية تقول :
عبد الرضا يا مسكين
من ديركيفا شبع تين
ولمن علقت الطوشي
فل وهرب عا تولين
وله طقطوقة اخرى :
جاني البرغوت جنابي
وخزقلي كل تيابي
ما خلالي خيط عا خيط
طلعت عالسطح تخبيت
وليش زعلاني مرت عمي
بدها الكرش والغمي
بدها الكرش والدوار
قوموا اشهدو يا زوار
وقصة البرغوت حقيقية، حيث كان يبيت في منزل المرحوم علي عبدالله قشمر من ديركيفا وهم كانوا يملكون اكبر حظيرة للماعز في تلك الايام حيث تكثر البراغيث عادة. واخر مرة اتى ديركيفا كان في عرس علي عبدالله حاريصي في العام ١٩٧٣" انتهى كلام الاستاذ حمادة .
وقد كتب الأستاذ عدنان بيضون : "عرفت عبد الرضا عن قرب واستضفناه أنا وأصدقاء وزملاء تدريس أكثر من مرة في قرية دير أنطار. مذهلة كانت موهبة عبد الرضا ومقدرته على الإرتجال. رحمه الله وطابت ذكراه.
له المرثية المشهورة في " غضنفر" و هو أحد الحمير النافقة:
عا فراقك يا غضنفر
شايف الدنيا زوالي
ليش حتى تموت ي اغبر
بعد ما حرثنا الجلالي
وكتب الأستاذ علي رمّال : " له أيضا توصيف دقيق لغدر العمر بالرجال.
عالفراقك يا غضنغر
شايف الدنيا زوالي
شايف الدنيا زوالي
ليش حتى تموت يغبر
بعد ما فلحنا الجلالي...
بعد ما فلحنا الجلالي...
كان فلّة وكان زنبق
وكان متل الراعي ينهأ /ق
وكان متل الراعي ينهأ /ق
كان مرة لولا شنهأ / ق
تسهر عاصوتو الليالي"
تسهر عاصوتو الليالي"
وكتب الأستاذ علي رمّال : " له أيضا توصيف دقيق لغدر العمر بالرجال.
يا قطيعة ، ويا قطيشي
ك..س.. إما ملًا عيشي
كان يقوم و كان يز.نّ.د
صار أطرا من الحشيشي"
وقد كتب هيثم الجندي : "كان قريب جدتي لأبي رحمهما الله، وكان في فترة الثمانينات دائم الحضور في بلدة برج رحال وعندما يأتي إلى بيت جدي يجتمع عدد كبير من أبناء البلدة للاستماع إلى اشعاره. و منها عندما علم بأن والدي صياد سمك، وكان والدي يتكلم من خلف الشباك فارتجل هذين البيتين :ومعرّم متل الدوري
انزل على البحر يا حسين
وجبلك كم كيلو بوري"
وقد عقّب الأستاذ محمد خاطر : " من اقواله وعلى مسمعي :
عبد الرضا يافنان
صب القهوة بالفنجان
صار يغني بلبنان"
وذكر له السيد رضا بدر الدين مقطوعة من شعره الجميل الذي أشتُهر :
عينيكي الحلوي بعدا
العشرة بتقراها خمسة
عبد الرضا التوليني - بقلم سمير الزين