كتب الناشط عبد اللطيف حمزة :
صادق حمزة (الفاعور) بطل العامليين وقائدهم إبان الاستبداد الفرنسي ؛وُلد صادق بن الشيخ علي ...بن حمزة المحمد النصّار
الوائلي عام 1894 للميلاد في بلدة دبعال العاملية في قضاء صور ،كان ابوه شيخ البلدة وحكيمها وفي مجلسه كانت الأحداث واخبار المستعمرين تتكرر على مسمع الفتى الصادق ،فكان يمتعض متذمّراً متربصاً الفرصة ،حتى سنحت بأن ساقه وأخاه جنديان فرنسيان سيراً على الاقدام نحو مدينة صور ؛فما كان من الأخوين صادق وحسين (الاخ الاكبر )الا ان انقضّا على فريستيهما وسلباهما بارودتيهما ولاذا بالفرار ،وابتدأ العمل البطولي لصادق وفرقته التي سرعان ما انضم اليها ابطال عامليون على رأسهم البطل الصعبي أدهم بك خنجر الدرويش والتحق بهما محمود الأحمد بزي من بنت جبيل وشقيق صادق مصطفى وعلي حرب (لا تزال ذريته في الاردن) ورجل من آل علّيق من يحمر الشقيف وعدد آخر لم تحفظ الذاكرة الشعبية اسماءهم ، وتصاعدت وتيرة العمليات المرعبة التي انزلها الثوار بالافرنسيين والمتعاملين معهم حتى ضاقت حكومة الانتداب ذرعاً فجرّدت حملةً مؤللة على رأسها قائدها المدعو (نيجر) غايتها تأديب الثائرين والقضاء عليهم ،وانطلقت الحملة من صور باتجاه بنت جبيل واعملت الخراب والقتل في طريقها حتى احرقوا بنت جبيل ،وبلغت خسائرها حينئذٍ بمليون ليرة ذهبية!!!،بعدها صدرت احكام عُرفية من قيادة الانتداب تقضي بالاعدام على كل من يشك به الفرنسيون باتصالٍ مع الثوار ،فما كان من الثوار الا اللجوء الى الجاعونة وهي ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم حيث لا سلطة لفرنسا في مناطق النفوذ الانكليزي ،وفي تلك الحقبة اتصل صادق بالأمير محمود الفاعور أمير عرب الفضل آل قطر الندى امير عرب الجولان ،فأعجب الأمير بالبطل العاملي وادّعى قرابة النسب مع صادق !،وتماهياً اخلاقياً منه قبل صادق وأُلحق بإسمه لقب(الفاعور)!، ومن المعلوم ان صادق حمزة يرجع بنسبه للشيخ حمزة المحمد الوائلي مؤسس فرقة (الطيّاح)زمن حكم احمد باشا الجزار حاكم عكا في العقد الثاني من القرن التاسع عشر ،واستُشهد في مئتين من رجاله الشجعان الذين أبَوْا الفرار من ساحة المعركة في شحور حيث يُعرف مكان المعركة فيها ب(بلاط صدر القتلى).
بعد ان ذاع صيت صادق ورجاله في الجولان وما وراءه حتى الأردن ؛والتي كان مليكها يوطد لمُلكه ويبسط نفوذه على اطرافها ،تمرد على الملك بعض مارقة البدو وكان زعيمهم رجل طاغية يدعى(كليب) ،فما كان من الملك عبدالله بن الشريف حسين إلا أن إهتبل الفرصة مرسلاً صادقاً وعصابته لتأديبه ،فانقضَّ على كليب هذا مخمداً ناره ومشتّتاً أوَاره ،فلم يكن للبدو في تلك النواحي الا الإطراء والمديح بصادق حتى خشي الملك من نفوذه!، فدبّر للبطل مقتلاً فلم يُعرف له أثر!!..
كان ذلك عام 1926 م.وكان له من العمر اثنتان وثلاثون ربيعاً لم يذق فيها طعم السكون !!. والصورة التي ترونها في المنشور والى يساره رفيق سلاحه الأثيل كانت إحدى السائحات الفرنسيات قد اُعجبت بزيّهما العربي فالتقطتها لهما ولولا أن استلفتت هذه الصورة نظر حفيد صادق حمزة في مجلة فرنسية لما عثرنا لصادق على رسم !!.
الصور من ارشيف عبد اللطيف حمزة : صورة صادق حمزة وصورة بيت والده
أنظر أيضا : صادق حمزة - كتاب لعلي مرتضى الأمين