الامام المنتظر بين ابريق الماي وابريق الشاي
بقلم بشار ترحيني . بتصرف
هي قصة والدي أبو بشار المحاصر في بيتنا في بلدة عبّا في تموز 2006 ... لم يبق في حَيّنا المسمّى بعريض عين السفلى، سوى جارنا (بو علي) ....
وفيما كان أبو بشار قابعاً في مكتبته المحصّنة في الطابق السفلي، يحضّر الشاي ويستعد للنهار الطويل المجهول، ... حتى سمع صوت وابل من الحجارة على نوافذ المنزل .. فذُعر، ثم صعد الادراج ليتحقق، وإذا بصوت أبي علي : "يا بو بشار، انت هون! شو معقول ما في حدا.."
فتح والدي الباب وخرج وسلّم على جاره مطمئنّا وسائلاً عن آخر أخبار الميدان.. ليستريح ابو علي ويبدأ بسرد حكايا الجبهة ...وانه دعا الله حفظ قريتنا وحَيّنا....
فمازحه أبو بشار كعادته ودعاه لشرب الشاي، فأبى تلبية الدعوة واعتبرها "مضيعة للوقت"، في زمن تُسطّر فيه الملاحم وهام عليه معاتباً: " كيف سيكون لك أجراً يا ابا بشار في الآخرة وانت تدعوني لشرب الشاي، ولم تضع ولو ابريق ماء على إحدى نوافذ البيت..؟"
تعجّب ابو بشار متسائلا عن قضية الابريق :" لماذا يا أبا علي؟" فأجابه بعصبيّة :
" ألم تفكّر ولو للحظة بمرور صاحب الزمان وهو ظمآن ليروي غليله ولو بشربة ماء؟ ألا تعلم أنه يخوض الحرب بسيفه اللامرئي وأنه ينفخ الغبار بوجه الصهاينة فيعميهم"....
فصرخ به أبو بشار قائلاً: "معك حق يا بوعلي! آجرك الله! وهي أيضاً من علامات ظهوره؟"
فردّ ابو علي غاضبا: "مع كل ما يجري...أنت ما زلت تشكك في ظهوره".... وغادر متمتماً
أنظر أيضا