لا ردّنا الله يا صنوي ويا جاري
نحن الذين جلبنا الدبّ للدّارِ
قلنا له: خذ لك الخزنات سائبة
فخاض فيها بإزميلٍ ومنشارِ
وأفرغ الذهب المكنوز منتشياً
ثم استزاد بدينار ودولارِ
وما نجت قجّة المسكين من يده
غارت عليها لغسل العار بالعارِ
ثم اجتبانا إلى التصويت مدّعيا
أن الحساب للصّ المال بالنارِ
حتى ثملنا من المعسول ما شربتْ
أسماعنا من لذيذ، خمرَ أفكارِ
فتاه عنّا الذي أودى بثروتنا
حتى شككنا بسطو الجرذ والفارِ
عُدنا إلى الثقة العمياء نمحضها
لكلّ لصّ تخفّى خلف سمسارِ
والآن نرجو رغيف الخبز ندركه
وقطرة الماء أو وصفات عطّارِ
و نورُ ربّك بتنا لا نغادره
ونحن نقضي الليالي دون أنوارِ
ماذا دهاك أيا لبنان فانقلبت
فيك الأمور من العلياء للزاري
أأنت من يولد الأزمات من رحمٍ
أم أننا نحن من يلقي بأوزارِ
تاريخنا نكباتٌ تستجدّ كما
منابت الزّهر من أكمام أشجارِ
متى نفيق بلا ماضٍ يفرّقنا
نصحو على حاضرٍ يخلو من الثارِ
نبني لنا وطناً و الكلّ ينشده
نعلي الولاء له من غير أسرارِ
يسوسنا فيه عدلٌ لا شكاك به
بسيفٍ حقٍّ على العاصين بتّارِ
الشاعر علي رمّال