الصفحات

هاشم مؤسس إيلاف قريش يموت في غزة

غزة مدينة كنعانية قديمة، وقيل أن (غزة) هي زوجة (صور).
ارتبط اسمها قبل الميلاد بالكنز الذي دفنه فيها الملك الفارسي قنبيز الثاني (حوالي 550 ق.م)،
وقبل الإسلام برحلة الصيف المذكورة  في سورة قريش، فقد حلّ فيها مؤسس إيلاف قريش هاشم جدّ النبي (ص) ومات ودُفن فيها. واسم هاشم عمر العلي ولم يكن مكان ضريحه معروفا في عام 1282 م فقد قال ابن خلكان أن "قبره غير ظاهر"، وقد زار العياشي غزة عام 1663 م ورأى مزار ضريح هاشم قد بُني، ويبدو أن المماليك هم مَن قاموا ببناء مسجدٍ على ضريح منسوب للسيد هاشم، وجددّ بناءه السلطان العثماني عبد الحميد عام 1850 م - 1852م ، ثم تعرّض للقصف عام 1918 من الطائرات الانكليزية، وتم ترميمه عام 1954 ثم جُدّدت عمارته عام 2009م. 
وتُعتبرغزة المخفر الأمامي لمصر، وملتقى الصحراء بالمناطق الخصبة وهي مفتاح التجارة والثروة ،
 بها أُسرعمر بن الخطاب، وبها أيضا مولد الإمام الشافعي،
 وكان فيها عام 905م  أخلاط من العرب من لخم وجذام وعاملة وكندة،
 وقد 
قال فيها الرسول (ص) "أبشركم بالعروسين، غزة وعسقلان".
وقيل أ
ن الرسول (ص) قد مرّ بها و زار قبر جدّه هاشم ... وسبح في بحرها: 

كتاب البلدان، اليعقوبي (ت 292 هـ = 905 م) :" ومدينة عسقلان على ساحل البحر، ومدينة غزّة على ساحل البحر وهي رأس الإقليم الثالث وبها قبر هاشم بن عبد مناف، وأهل جند فلسطين أخلاط من العرب من لخم وجذام وعاملة وكندة وقيس وكنانة.... ".انتهى 

ياقوت الحموي (ت 626 هـ = 1229 م) في معجم البلدان : " غزة مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر بينها وبين عسقلان فرسخان، ... قال أبو المنذر: كانت امرآة صور الذي بنى صور مدينة الساحل قريبة من البحر... وفيها مات هاشم بن عبد مناف جد الرسول (ص) وبها قبره". انتهى 

وفيات الاعيان، ابن خلكان (ت 681 هـ = 1282م): " ... تُعرف بغزة هاشم لأن قبره بها ، لكنه غير ظاهر ولا يُعرف ولقد سألت عنه لما اجتزت بها فلم يكن عندهم منه علم...". انتهى 

مسالك الأبصار في ممالك الامصار ، ابن فضل الله العمري (ت 749 هـ = 1349 م) : " وفي غزة قبر هاشم بن عبد مناف وبذلك قيل لها غزة هاشم، وهاشم أول مَن مات من بني عبد مناف، وكانوا أربعة أخوة، هاشم هذا وقبره بغزة، ثم مات بعده أخوه عبد شمس وقبره بمكة، ثم مات بعده أخوهما نوفل بطريق العراق ... وقبره هناك، ثم مات بعده أخوه المطلب بأرض اليمن ... وقبره هناك ..... وكانت قريش كثيرة التجارة إلا أنهم كانوا لا يخرجون من مكة والحجاز.... ، فأقاموا على ذلك زمانا طويلا، حتى ركب هاشم بن عبد مناف فخرج إلى الشام فنزل بقيصر ملك الروم، واسم هاشم يومئذ عمر العلي، فكان يذبح كل يوم شاة ويصنع جفنة ثريد ويجعل اللحم عليها أوصالا، ويدعو مَن حوله فيأكلون معه... فقيل لقيصرها هنا رجل قريش يهشم الخبز ويصبّ عليه المرق ويجعل عليه اللحم ... فسُمّي هاشما بهشم الثريد .... فدعاه قيصر فلمّا رآه وكلّمه أعجبه إعجابا عظيما، فقال له هاشم: أيها الملك إن لي قوما هم تجارالعرب فإن رأيت أن تكتب لي كتابا تؤمنهم فيه على أنفسهم وما معهم من المال والبضائع وغير ذلك ... فأمر أن يُكتب له كتاب جامع للعرب وأخذه هاشم وسا، فصار كّلما جاء حياً من أحياء العرب على طريق الشام أخذ من أشرافهم إيلافا والإيلاف أن يأمنوا عندهم وفي أرضهم على أنفسهم وأموالهم. وأخذ هاشم الإيلاف من جميع القبائل ممن بينه وبين الشام حتى قدم مكة، فأتاهم بشيء لم يأتهم بمثله أحد قطّ.... وخرجوا بتجارة عظيمة وخرج هاشم معهم يحوطهم ويؤمنهم ويجمع بينهم وبين رؤساء العرب  حتى ورد الشام فأحلّهم غزة ومات هاشم في ذلك السفر فدُفن بغزة.... ثم خرج أخوه المطلب الى اليمن ففعل كفعل هاشم بالشام .... وخرج عبد شمس الى ملك الحبشة ... ورجع يأخذ الايلاف من كل مَن مرّ به من العرب من بلاد الحبشة الى أن أتى مكة.... وخرج نوفل بن عبد شمس الى العراق فأخذ عهدا من كسرى ثم عاد يأخذ الإيلاف إلى ان اتى مكة... ". انتهى 

مرآة الجنان وعبرة اليقظان ، ابن اسعد اليمني المكي (ت:768 هـ = 1367 م ) : " واما كون  هاشم قبره بغزة فذكرعبد الملك بن هشام أن اول مَن سنّ الرحلتين لقريش، رحلة الشتاء والصيف هو هاشم بن عبد مناف جدّ النبي (ص) ثم هلك هاشم بغزّة من أرض الشام تاجراً". انتهى

اخبار الدول ، ابن يوسف القرماني (ت:1019 هـ = 1610 م) :" قال الرسول (ص) أبشركم بالعروسين ، غزة وعسقلان. فتحها معاوية، في ايام عمر بن الخطاب، .... وكانت على طريق الركب الشامي، وبها قلعة صغيرة، وليس بها ماء جارٍ... وبها وُلد الإمام الشافعي وتُسمى غزة هاشم وكان جاءها تاجراً ". انتهى 

الرحلة العياشية ، عبد الله العياشي (1663 م) : " وفي مدينة غزة مزارات كثيرة ومساجد فاضلة في أطراف البلد، قد استولى الخراب على اكثرها ، فإن هذه المدينة كانت في اول الأمر من أمهات المدن في الجاهلية والإسلام، وقد اثّر الهدم فيها لوقتنا غاية، وبلغ الوهن في أطرافها النهاية ولم يبقَ بها إلا رسوم ماثلة تدل على ابهة كاملة ..... ومن المزارات التي زرناها (في غزة) مولد الإمام الشافعي وهو في مغارة تحت الأرض قرب الجامع الكبير وقد ذكر المؤرخون أنه وُلد بغزة، ومنها قبر هاشم بن عبد المطلب جد رسول الله (ص) واليه تُنسب غزّة الى الآن فيقال غزة هاشم، وهو في طرف المدينة من الناحية البحرية وقد ذكر أهل السير أنه مات بغزة... ولا شكّ أن هاشما رئيسا في قومه جوادا سخيا...، لا تُجهل مكانته والعرب كانت تعتني بتعظيم مقابر عظمائها... ". انتهى 

المرآة الوضية في الكرة الأرضية ، كرنيليوس فنديك (1895 م) :"واما مدينة غزة فهي إلى الجنوب الغربي من الخليل على مسيرة يوم ونصف. وهي في أوايل بلاد الشام من جهة الديار المصرية، ويقال لها غزة هاشم لأن عمر بن عبد مناف القرشي الملقب بهاشم الثريد خطر إليها تاجرا فمات بها ... قال ابن حوقل بها قبر هاشم بن عبد مناف وبها وُلد الإمام الشافعي وفيها أُسر (أو أيسر؟) عمر بن الخطاب في الجاهلية، ....". انتهى 

مجلة لغة العرب، الأب أنستاس الكرملي في عددها الصادر عام 1931 : " غزة وبها قبر هاشم جدّ النبي (ع) ... من أعمال فلسطين بالقرب من عسقلان ... وهي إحدى الرحلتين المذكورتين في كتاب الله العزيز، ... واتفق أرباب التفاسير أن رحلة الشتاء بلاد اليمن ورحلة الصيف بلاد الشام... ". انتهى 

اسماء ومسميات فلسطينية ، عبد الله أبو علم ": غزة بلدة كنعانية قديمة جدا ومعناها (قوي) أو (مخازن) أو (كنوز) ... وسُميت غزة هاشم لوجود قبر هاشم بن عبد مناف جد النبي (ص) فيها في حي الدرج وقد ارتبط اسمها بالكنز الذي قيل بأن قنبيز قد دفنه أيام الفرس. ويقال بأن الكنعانيين هم مَن أسسوها في هذا الموقع التجاري المهم عند ملتقى المناطق الصحراوية (سيناء - النقب) مع المناطق الخصبة (بر الشام) فاعتبرها أرباب التجارة مفتاح الثروة والغنى واعتبرها العسكريون المخفر الأمامي لمصر وافريقيا وباب آسيا ... ويفخر الغزيون أن الإمام الشافعي من مواليد غزة". انتهى 

ويُنقل عن المؤرخ درويش المقدادي (1898 - 1961) : " ان الرسول (ص) قد مرّ من هذه الطريق ذهابا إلى غزة حيث زار قبر جدّه هاشم ... وسبح في بحر غزّة" . انتهى 















 

 
 


جنود عثمانيون يرفعون الراية في غزة
من كتاب (فلسطين في العهد العثماني) - د. حسين أوزدمير