من مقال للخوري إبراهيم حرفوش :
"... فمررنا أولا قريبا من أثر قديم يُعرف بإسم (قبر حيرام)، تضاربت الاراء في حقيقة تسميته ثم اجتزنا قرية (قانا) وهي غير قانا الجليل الواقعة في جوار الناصرة، وقانا هذه [أي قانا صور] ورد ذكرها في سفر يشوع (28:19) وفيها من المدافن والنواويس والرسوم ما يشهد على قدمها، وعدد أهلها اليوم أزيد من الألف نصفهم من الروم الكاثوليك والباقون متاولة. ثم بلغ بنا المسير إلى قرية تُسمّى (صديقين)... وقد رأى فيها العلامة كيرين آثار مجمع يهودي ومعاصر وحفائر قديمة. ثم انحدرنا من هناك إلى وادٍ يُعرف ب (وادي الدب) وهو ذو منظر مخيف... وبعد عبورنا لهذا الوادي، تسلّقنا أكمّة أدت بنا إلى... قرية يسكنها المتاولة تُدعى (يعثر) [ياطر] يُرجّح العلماء كونها مدينة ادرعاي الوارد ذكرها في سفر يشوع ( 37:19)، وللمدينة القديمة آثار و أخربة تُرى على أكمة قريبة من جهة الشمال الغربي. ... عينبل وتُكتب (عين إبل) من أعظم قرى بلاد بشارة... فيها نواويس ضخمة وُجدت في خربة شلعبون ...و منها كتابة نقلها رينان إلى متحف اللوفر وهي منقوشة على حجر ضخم فيها رسم الإله أبولون... وتاريخ الكتابة السنة التاسعة للمسيح... وأهل القرية نحو 1500 أكثرهم موارنة... والأولون 13 بطنا انتقلوا إلى عين ابل قبل 240 سنة و أقل من جهات لبنان لا سيما حصرون وبشري و حدث الجبة ومشمش...". انتهى
** نورد نص الخوري حرفوش، مع اعتقادنا بعدم انطباق جغرافيا العهد القديم على قرى ومشاهد جبل عامل. بل هي محاولات قام بها بعض المستشرقين في القرن التاسع عشر ولحق بهم مَن لا علم له بطبيعة تلك الاماكن. فكيف لتلك الخرائب العاملية الصغيرة جدا والتي لا تتعدى مئات الأمتار في يومنا هذا، أن تكون فيما مضى مدناً كبيرة تشهد على أحداث مهمّة ، تحتاج وقائعه لمسرح يتجاوز الكيلومترات ليستوعب تلك الاحداث التي اهتمت لها السماء يومها ودوّنتها أسفار العهد القديم!!!