الصفحات

طرائف السيد جعفر الأمين

جعفر محسن الامين

هو النجل الثاني للمرجع الشيعي السيد محسن الأمين، ولد عام 1908 م وتوفي في العام 1981 م.
ولد في بلدة شقراء، جنوب لبنان، والدته سعيدة محمد من أفريقيا الشرقية، ورث عنها خصائص سكان أفريقيا الشرقية: البشرة السمراء والشعر الأجعد.
لم يتسن له العيش كثيرا مع والدته، حيث انتقل إلى دمشق للعيش مع والده، وكان يلتقى والدته خفية.
وعاد مع والده ثانية إلى بلدة شقراء، لتنقطع أخبار والدته تماما عنه إلى حين وفاتها، حيث ترك هذا الأمر بالغ الأثر على شخصيته.
تلقى علومه في المدرسة العلوية في دمشق و دار المعلمين في النبطية وعمل مدرسا في عدد من مدارس الجنوب اللبناني والبقاع وترك عددا من المؤلفات والأشعار الذي يغلب عليها الطابع الفكاهي.
1- قال جعفر الأمين معارضا لقصيدة عمرو بن كلثوم الشهيرة:
ألا هبي بصحنك فأطعمينا — ومن لحم الدجاج فأشبعينا
ومن كل المآكل أم عمرو — فإنا نشتهي ما تشتهينا
دعينا من مجدرة وفول — ومن بو مليح يا هذي دعينا
دعينا نأكل الحلوى دعينا —- ومن أكل الغشافيش امنعينا
كفانا ما أكلنا منه قبلا —- فإنا نشتهي كبشا سمينا
وإنا الشاربون متى سقينا —- وإنا الآكلون متى دعينا
وإنا نورد الأجفان ملأى —- ونصدرها فوارغ قد خلينا
نطاعن في الموائد ما قدرنا—-ونأكل بالملاعق ما يلينا
نشق بها صحون الرز شقا —-ونخرج من أوساطه الدفينا
متى ننقل إلى قوم رحانا —– يكونوا في اللقاء لنا طحينا
2- وقال ساخرا من عادة التقبيل :
عاداتنا في الشرق بعض منها محتمل —- والبعض منها ثقيل غير محتمل 
ما أثقل اثنين في تقبيل بعضهما ——— كانما جبل يهوي على جبل 
لا سيما إن يكن من بست مفترسا ——- حصا من الثوم او رأسا من البصل
3- ولما كان حسن بيطار المعروف (بأبو معن) من النبطية كان قد طلب امارة الشعر لنفسه بعد وفاة امير الشعراء شوقي فبايعه الشعراء الذين هم على شاكلته فأرسل له السيد جعفر المبايعة بأبيات منها:
أبا معن لقد أصبحت فخرا /// لأهل الفن في المعمور أجمع
فما من بلدة في الأرض الا /// ونجمك في سماها بات يسطع
من البحر المحيط بأرض صور /// الى الجبل المقيم عليه يوشع
لأنك أشعر الشعراء جميعا /// وأكرم من فتى عبس وأشجع
وخصك فوق ذلك رب موسى /// بحسن نلته مذ كنت ترضع
فصرت حديث ألسنة العذارى /// اذا ما راح يجمعهن مخدع وإن يوماً رأينك في طريق ////  تكاد ظهورهن لذاك تخلع 
وأنت بهن لا تبدي اعتناءً ////  كأن أخت الغزال لديك ضفدع
ولكن قد شغلت عن الغواني ////  بنظم قصيدة وبضرب مدفع
الى ان صرت أشعر من جرير /// ومن سبع الفلاة غدوت أشجع
فكنت كحصرم في عين خصم // وفي ظهر الحسود شكلت اصبع
ونلت امارة الشعراء طرا /// وصرت لهم مدى الأيام مرجع
4- ذكر شقيقه السيد حسن الامين في كتابه ” حل وترحال ” أبيات للسيد جعفر أذكر منها  مايلي:
يا من يقضي عمره …….. ويضيع منه أكثره
بين الدفاتر والمحـا …….. بر قل ان لا تنظره
حب القراءة دأبـه ……….اقصى مناه الشحبرة
ماذا يفيـــد تعلم ………العلم عندي مسخـرة
لا سيما النحو الذي….. ما فيه الا النحـورة
أشجى فؤادي درسه…. وكذاك قلبي مرمره
قل للذي لا يرعوي….. لنصيحتي ما أحمره
5- من قصيدة “راهب في الدير ” قال السيد جعفر الأمين هاجيا نفسه:
حـيـاتـي كلّهـا شُومٌ بشــــــــــــــــومِ — وحظّي حظّ خــــــــــــــــــــــفّاشٍ وبُومِ 
استعضتُ عـن الجـمـــــــــال بقبح وجهٍ — و بـالـتـنعـاب عـن صـوتٍ رخـيــــــم 
وبـالـيأس الـممـيـت عـن الأمـانــــــي — وعـن طـيب الـبشـاشة بـالـوجــــــــــوم 
إذا طلع النهـار يـطـير قـلـبــــــــــي — ويسكـن فـي حـمـى اللـيل الـبـهـيــــــم 
فلـيس بخـادعـي لألاء فجـــــــــــــــرٍ — إذا مـا لاح عـن جـرحٍ ألـيـــــــــــــم 
تصـفَّحْ إنَّ فـي وجهـي كتـــــــــــــــابًا — تنَبَّأُ فـيـه عـمّا فـي صـمـيـمـــــــــــي
6- وقال  في “رثاء معزاة” :
ازرى بحالي شيحة سمحا — وتعففٌ وتجمّل وإباء
وتعشـّق طاغ لكل محبّب — حملته ارض او حوته سماء
نعمت بتحناني وصدق مودتي — الناس والحيوان والاشياء
7- وفي قصيدة أرسلها السيد جعفر الأمين إلى الأستاذ نور الدين بدر الدين في النبطية:
إليك (أبا الخطاب) ترجع بي الذكرى— وتبعث بالأطياف حالمة سكرى
تعود إلى ماضٍ حبيب حبيته — وأخوة صدق عشت بينهم دهرا
نسيت لديهم كل حيفٍ لقيته — وأنقذت نفسي من جهنمي الحمرا
علي لكم دين أود وفاءه — تحملته دهراً ونئت به ظهرا
فلو كان بالامكان صهر عواطفي — ملأت سماكم من تفتقها عطرا
ولو أنني أستطيع عصراً لمهجتي — لكنت أسلت الأرض من تحتكم خمرا
ولكنني والحمد لله عاجزٌ فلا — نفع عندي ترتجيه ولا ضرّا
فلم يبق لي والحال ما قد علمته — سوى (أضعف الإيمان) أرسله شعرا
8- أرسل السيد جعفر الأمين هذه الأبيات إلى الشيخ علي الزين عندما كان مريضاً في المستشفى 11 كانون الأول سنة 1944:
يعزُّ عليّ لبثك في السرير — طريح السقم والألم المرير
بعيد الدار عن وطن وأهل — وعن صحب بهم جلو الصدور
فلا «جبشيت» تبصرها بعين — ولا «شاي» تعاليه «بكوري»
ولا شيخ تجادله بغسلٍ — وبالحدث الصغير أو الكبير
فيرفع صوته يبدي اعتراضاً —  وتأخذ بالصياح وبالهدير
ويغلي في فؤادكما حماسٌ — كما تغلي مياهٌ في قدور
ويشتد النقاش فكل حبرٍ — يريد الفوز بالنصر الأخير
فخوفاً منك من سوء المصير — ومعركة تدور على الحصير

9-ومن الشعر الفكاهي للسيد جعفر الأمين:
إن شقراء لفردوس الجنان 
 فيها عينان ناشفتان
في الشتاء تجريان وفي أيام الصيف تجفانوفيها من المزابل اثنتانتبلغان من السماء العنانكأنهما بارجتان حربيتانفي عباب البحر تمخرانالساكن فيها حيرانومن قلة الماء عطشانومن خبز الشعير ليس بشبعانحرام عليه أكل الرز والباذناجانوعنده من المأكولات نوعانلحم الجمل والبقر ضروريانوالمجدرة وبقلة الفول مستحيانفبأي آلاء ربكما تكذبان. 

أنظر أيضا :