السيد جعفر الأمين والعنزة الجرباء

كان للسيد جعفر الامين صديقا اسمه نور الدين بدر الدين ارسل له ابيات رثاء بعد ان ماتت له عنزة وحيدة كان يربيها: 
                                                                 نور الدين بدر الدين 
حارت بعينك دمعة خرساء مذ فارقتك العنزة الجرباء
أدمى فؤادك فقدها لوليدها وذهابها في إثره نفساء
ماتت أمانيك العذاب لموتها ودهتك داهية بها دهماء
ومصيبة نزلت فهدمت القوى وعراك من تأثيرها برداء
فلكم تخيلت المعيز نواسلاً ولها إذا حلّ المساء ثغاء
ولكم حلمت إذا اعتنيت بنسلها يأتيك منها مركز وثراء
لبن وشعر ما تعيش وزبلها ينمي النبات وزيدة ولباء
فإذا ذبحناها فلحم طيب وإذا شربت فكبدة سوداء
إني لأعجب كيف تطمع بالغنى أمر به يستشكل الرفقاء!
لكن ربك لم يشأ لك ثروة من دونهم وجميعهم فقراء
أهدى لها جرباً فأسقط شعرها وزهت عليها بعده الحرباء!
وتقبحت وسرت روائح نتنها فكأنما فسدت به الأجواء
ما زال ينحلها إلى أن أصبحت تمشي وفيها للكلام رجاء
يا ليتها بقيت بقربك حية ومضت فداها العنزة الشمطاء
لكن إذا شاء الإله فأمره لا بد أن يقضيه كيف يشاء
ليت السما ما أنزلت مطراً ولم تُنبت حشيشاً بعدها الغبراء