قصيدة طبيّة شفائية - جعفر الأمين

كتب الأديب الراحل سلام الراسي عندما كان يحضر إحدى المحاضرات الطبية في النبطية وطلب  مدير المدرسة من السيد جعفر الأمين أن يفتتح اللقاء بقصيدة شعرية فتقدم الشاعر ومعه قصيدة تربو على الخمسين بيتاً، بقي منها في ذهن الأديب الراسي بعض أبيات منها:
سلوا التاريخ عن طب ابن سينا                  وأجداداً سموا علماً ودينا
نظافتنا من الإيمان كنا                          نمارسها وكنا مؤمنينا
وبيت الداء في الأمعاء لكن                     إذا صمنا نصح، كما هدينا
وإن البرد يعقبه زكام                             ولكن إن تدفأنا شفينا
و«لبس عباءة وتقرّ عيني»                      وبعض الشاي نشربه سخينا
وقد عمّ البلاء، إلا طبيب                        يداوي الضعف والمستضعفينا
يداوي الجهل، إن الجهل غطى                  على أبصارنا حتى عمينا
هذا وطفق الحاضرون يسابقون الشاعر في معرفة القوافي، بسبب سلاستها وحسن ملاءمتها.
ثم أخذوا يقترحون على الشاعر مواضيع جديدة، بعد كلمة «يداوي…» مثلاً: «يداوي الاستغلال…»
وهكذا دواليك إلى أن قال أحدهم: «يداوي الجوع…». 
فأجاب الشاعر بداهةً:
يداوي الجوع «بالبسكوت» حتماً          إذا تجارنا احتكروا الطحينا
وقال آخر: «يداوي المغص…»، لكن السيد الأمين بقي سيد الموقف إلى النهاية، فقال:
يداوي المغص بالملفوف نيئاً            فكُلْ فِجلاً وكل «لحم بعجينا»
وضجت القاعة بالتصفيق وطلب الإعادة والاستزادة حين فرغ صبْرُ مدير المدرسة الذي وقف وأهاب
 بالحاضرين أن يفسحوا في المجال للطبيب ليتكلم في الطب الوقائي.
 فوقف الدكتور ميرزا وقال: «لا حاجة إلى الطب الوقائي في حضور الشعر الشفائي».
ولملم الطبيب أوراقه وانصرف!


أنظر أيضا :