من تراث الشاعر الكبير موسى شعيب ، كتبها في كانون الثاني من العام 1969 م :
هنا باقون كالأزلِ
نشدّ جذورَنا لجذورِنا الأُولِ
نقبّل شوكَ هذي الأرض بالمقلِ
أما خُلقتْ سوى الأفواهُ للقُبلِ ؟
هنا باقون كالأزل....
هنا باقون مثل الصخر لن نبرحْ
وإن يُهدم لنا بيتٌ
وإنْ نُشنقْ و إنْ نُذبحْ
فهذي الريحُ موّالٌ لنا يصدحْ
وهذا الزرعُ أطفالٌ لنا تمرحْ
هنا باقون مثل الصخرِ لنْ نبرحْ
نهاجرُ ؟ كيف ؟
يا للذل و الحيفِ
سنونوةٌ إذا عادت الى السقفِ
تعشعش فيه أولَ هجمة الصيفِ
ستلعنُنا إذا لم تجد طفلا
يقوم بواجب الضيفِ
سنونوةٌ إذا عادت الى السقفِ
و تلعنُنا كرومُ التين و الصبّار و العنبِ
و دربُ الوعر حين يتوقُ للحطبِ
و يا للعار إنْ سألتْ عن السببِ
بيادرُنا إذاً ستموت من عتبِ
و تلعنُنا كرومُ التين و الصّبار و العنبِ
هنا باقون كالأزلِ
كصخرِ جبالنا المشحون بالأملِ
كزهرِ كرومنا الخَضِلِ
بأحذيةٍ، بأيدينا صنعناها
سنسحق غاصبا بالنصر تيّاها
و بالمعولْ، ستحيانا و نحياها
و لن نرحلْ
هنا باقون لن نبرحْ
لكي تفرحْ
سنونوةٌ إذا عادت الى السقفِ
و يزهو الكرم في الصيفِ