لمن أكتب - شعر موسى شعيب 1967

قالوا النكسة فجرت الشعر، فماذا قلت في النكسة ؟
قلت النكسة بصقة في أعيننا، ومسامير في شفاهنا
موسى شعيب -تشرين الثاني ١٩٦٧
أأكتب عنك يا وطني
أأكتب حرقتي شجني
وآمال الملايين التي دفنت بلا كفن ؟
أأكتب عنك، عن تاريخنا المجبول بالعفن؟
وعن زمن حيينا خارج الزمن
لمن اكتب ؟
اذا نوحت قالوا : شاعر يندب
وان كابرت قيل : مزايد يكذب
لمن اكتب ؟
رفاقي باعة سوقة
يمينيون مرتزقة
يساريون في الورقة
لمن أكتب ؟
وحولي تقرض الجرذان ما أكتب ...
لأن العيش في بلدي بلا ثمن
يموت الناس في بلدي بلا ثمن
سمعت الأمس أغنية
سمعت الأمس في المذياع أغنية
تمجد أمة العرب
تقدس ثورة اللهب
تفيض بلعنة الحقب
خجلت بأنني ابن أبي
قرأت الأمس عن بطل
يسمى " تشي غيفارا "
نعاه الناس في وطني
بكاه الناس في وطني
وقالوا عنه أخبارا ..
وقالوا فيه أشعارا
ولا واحد من الثوار في وطني
رمى فنجان قهوته
تخلى عن حبيبته
وأهمل شعر لحيته
ولا ثائر
رمى للأرض كرسيه
مشى للموت تشويه شموس استوائية
لتخفق فوق هذي الأرض أعلام لحرية
لمن أكتب ؟
لجيل " نزار "يبكي بعد وخط الشيب ما صنعته كفاه
لجيل أبي وما زالت تعمر مجد " سيدي البيك " يمناه
لمن أكتب ؟
لجيل الرقص في عتمات مقصورة ؟
لمرضى عند " يلدزلار " راحت تصنع الثورة ؟
لغيفارا الذي سموه في لبنان أسطورة
لرفع اللوم عنهم صار اسطورة ؟!
وقد ولت بهذا الشرق أيام الأساطير ..
لمن أكتب ؟
سأكتب للاجئين ... لمن يحملون خطايا القرون
لغسال عار الحضارات والآثمين
بجوع وعري ودمع ودم
ولا وطن غير ريح وهم
ولا ملجأ غير ذل الخيم
سأكتب للمتعبين
أذري على أفقهم شعري المتعبا