الشيخ مغنية يرثي الشيخ محمد علي نعمة

مقتطفات من كلمة العلامة الشيخ محمد جواد مغنية في ذكرى رحيل الشيخ محمد علي نعمة *:
لو وقف موقفي هذا رجل ، وأبّنَ الفقيد بقوله ؟«مات الفقيد مسلماً» لاختفطه الابصار من كل جهة ، وتناولته ألسنة حداد . أمثل الشيخ محمد علي نعمة في علمه ودينه ، وخلقه ومكانته يقال بأنه مسلم وكفى ؟..
مهلاً مهلاً ..ليس المسلم من قال :«لا اله الا الله محمد رسول الله» بلسانه ، وعبد ألف شيطان وشيطان بفعله...
إن اسلام الشيخ محمد علي نعمة لم يسجل في دائرة الاحصاء والهوية فحسب ....إن اسلام الفقيد مسجل في اللوح المحفوظ ، وفي كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ....
قد اتقى اللهَ الشيخُ ...من بداية حياته الى نهايتها ، فعاش مسلماً حقاً ، ومات مسلماً حقاً ....
عاش الفقيد مع الناس بجسمه ، ومع الله بروحه ، حتى كأنه لا علاقة له بأحد من هذا المجتمع إلا إذا كانت العلاقة وسيلة الى الله لا غاية في نفسها ....
أمّا الفقيد فقد كانت له حصانة من دينه ، ومناعة من علمه تنأى به عن الانانية وحقدها وعن الاهواء وعبّادها ، وترتفع به الى الملكوت الاعلى ....
وأناشدكم أيها السادة : هل تعرفون أحداً حسده الشيخ محمد علي نعمة،أو كادَ له ، أو دسّ عليه؟!.هل تعرفون أحدا شكا منه ، او ضاق به ، أو سخط عليه؟!.هل تعرفون عالماً محترماً تثق به جميع الهيئات والفئات كالشيخ محمد علي نعمة الذي عاش بين قومه أربعين عاماً عيش الفقراء والمساكين في بيت دون عشرات البيوت في بلده هذا وفوق أثاثه كل أثاث ؟!.....
ولماذا عاش الشيخ فقيرا ومات فقيرا ؟ لأنه مسلم حقاً، يأبى عليه اسلامه أن يستغل ثقة الناس به لمنافعه ومنافع أولاده.......
كان الفقر نقصاً فيه وكمالا في غيره تماماً كما في الانبياء والاوصياء .....
وأقسمُ أن هذا الجبل لولا الفقيد وأمثاله من أسرته وغير أسرته كالشهيدين ومن اليهما، لم يكن للدين فيه عين ولا أثر ......
---------------------------------------------
*ألقاها في ذكرى الاسبوع في 15ايار 1962، ونشرت في "جريدة جبل لبنان " وفي كتاب "مع علماء النجف الاشرف "