الصفحات

ابو ذر الغفاري في روايات الواقدي

 كتب المتتبع الشيخ محمد تقي الفقيه (الحفيد) المشرف على مركز الفقيه العاملي لإحياء التراث  : 

(هل كان لأبي ذر الغفاري أثر في نشر التشيع بجبل عامل ؟ إليك هذا النص فستجد فيه ما يوحي بذلك.
ما يعنينا من النصّ :
الفقرة الأولى : قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على نهج البلاغة :
روى الواقدي (صاحب فتوح الشام والمغازي) عن صهبان مولى الأسلميين قال رأيت أبا ذر يوم دُخل به على عثمان فقال له أنت الذي فعلت وفعلت .
فقال له أبو ذر : نصحتك فاستغششتني ، ونصحت صاحبك [معاوية] فاستغشني .
فقال عثمان كذبت ولكنك تريد الفتنة وتحبها (((قد انغلت الشام علينا))) !!!. (.....) إلى أن قال :
الفقرة الثانية :
فقال : اخرج عنا من بلادنا .
فقال أبو ذر : ما أبغض إلي جوارك ، فإلى أين أخرج ؟
قال : حيث شئت .
قال : أ فأخرج إلى الشام ؟ أرض الجهاد ؟
قال : إنما جلبتك من الشام لما ((( أفسدتها أ فأردّك إليها)))! انتهى محل الحاجة من نصّ الواقدي .
ومن المعروف أن أبا ذر أقام في سواحل الشّام وله إلى يومنا هذا مقامات فيها، منها مقامه في ميس الجبل وآخر في مدينة الصّرفند .
وأما انتماؤه فهو معروف بتشيّعه لعلي ابن أبي طالب عليه السلام من زمن النّبي صلى الله عليه وآله .
وقد ذكر بعض المؤرّخين أنه شارك في فتح قبرص ومدن أخرى مع جيش المسلمين إلا أن معاوية بعث إلى عثمان يشكو أبا ذر، لأنه كان كثير الاعتراض عليه والمنازعة له، وكان وقع ‌فى ‌جيشه تشتيت من ميل بعضهم إلى قول أبى ذر، فلذلك أقدمه عثمان إلى المدينة، إذ خشي الفتنة فى الشام ببقائه) انتهى ما كتبه الشيخ الفقيه الحفيد

وكتب م/ حسن ترحيني تعليقا على المنشور: لقد نقلت لنا كتب التاريخ تفاصيل حياة أبي ذرّ في بلاد الشام، وذكرت مشاركته في فتح القدس، وسكناه في بيت المقدس و روايته بأن القدس أرض المحشر، وذكرت مشاركته في موقعة مرج السلاسل شمال لبنان انطلاقا من الشام، ومشاركته لغزوة قبرص انطلاقاً من عكا، كما نقلت لنا صفة بيته على مقربة من القدس وصفة زوجته وطريقة عيشه، وعدد خيوله وإحجامه عن اقتناء العبيد والجواري، وذكرت تفاصيل جداله مع معاوية في أكثر من موضع حول توزيع الغنائم واكتناز الأموال وبناء القصور، مما أدى الى فتور ثم ترحيل. وأوردت المصادر مرابطة ابنه عبد الملك بن أبي ذر في بيروت.... أما نصّ الواقدي أدناه فلا يزيد شيئاً على الرواية ...
ولكن ما لم تورده المصادر، وما لم نقع له على دليل هو خبر تواجد أبي ذر في جبل عاملة، بل خبر دعوة ابي ذر (رض) لعلي (ع) في الشام.
١- لم يثبت وجود التشيع في سواحل الشام قبل القرن الرابع.
٢_ أيضا لم يثبت (قبل الغزو الصليبي) ان داخل الجبل كان عامرا، بل الظاهر أن العامر منه كانت اطرافه وسواحله، لذلك لم يهتم الجغرافيون ولا البلدانيون الا بساحله و اطرافه
٣- بدءا من اواسط المائة الثالثة للهجرة (٣٥٨ هجري) بدأت الدعوة الفاطمية بالانتشار في بلاد الشام... (وبهم ضلت جبلية الشام. النص للذهبي) ... (وفي ايامهم كثرت الرافضة وافسدت عقائد أهل الجبال الساكنين في ثغور الشام . النص لأبي شامة) . وبالتأكيد كانت الدعوة على الطريقة الاسماعيلية (وأكثر العمل على مذاهب الفاطمي. النص للمقدسي)
٤- اما الكراجكي فهو من تلامذة المرتضى من اهل القرن الخامس (توفي ٤٤٩ هجري) ، نجح بالحدّ من النزعة الاسماعيلية التي كانت تعيش في أكثر هذه البقاع،... وصمد في وجه الموجة الاسماعيلية العارمة (النص للشيخ عبد الله نعمة) . ووجوده في القرن الخامس في صور تحديدا لا يعني قِدم التشيع في الجبل منذ القرن الأول. ولا ينافي ابتداءه في القرن الرابع .
٥- لا يمكن اغفال النصوص التاريخية الواضحة لبدء التشيع في بلاد الشام منذ الزمن الفاطمي. كما لا يمكن جعل التاريخ أسير (فلتة) في مقدمة امل الامل، لم يتوقف عندها احد من معاصري الحرالعاملي في القرن ١١ للهجرة. وما اكثر (الفلتات) واوهنها في تلك المقدمة. 

أنظر أيضا :
أبو ذر الغفاري في بيت المقدس 
كيف امتلأ جبل عامل بالسكان - الشيخ جعفر المهاجر 
جبل عامل في القرن الرابع الهجري   - أكثر العمل على مذاهب الفاطمي 
أحوال علماء جبل عامل قبل القرن السادس الهجري - الشيخ إبراهيم سليمان 
كشف اللثام عن أبي ذرّ والمقام ، الربط بين أبي ذر والدعاة الفاطميين - حسن ترحيني 
* أبو ذر الغفاري في مرج السلسلة شمال لبنان - رواية الواقدي  
مدينتي صور وطرابلس في القرن الخامس الهجري- إسماعيلية المذهب - محمد سهيل طقوش 
* الدعوة الإسماعيلية في صور - محمد بن علي بن الحسن الصوري
الكراجكي ومواجهة المد الإسماعيلي في سواحل الشام - الشيخ عبد الله نعمة 
* الشاعر محمد بن علي بن محمد جناب الصوري : ابن الدرزي
أبو ذر الغفاري في ساحل الشام والصرفند - رأي د. تدمري و شكيب أرسلان