متى تشيّع جبل عامل - رأي الشيخ علي حب الله


في كتيّبه (أسطورة نسبة التشيّع في جبل عامل إلى أبي ذر الغفاري) يذكر الشيخ علي حب الله أمورا مثيرة منها: 

* لا يوجد أي دليل على قول الحرّ العاملي بتشيّع الجبل على يد أبي ذر الغفاري 

* الواقع الإجتماعي والعسكري والثقافي يدلّ على أن هوية الجبل في زمن الأمويين لم تكن شيعية البتّة

* بداية الانتشار الشيعي الإسماعيلي في الجبل كان مع دخول جيش المعز لدين الله الفاطمي عام 358 هجري. 

* استمرّ التشيّع الاسماعيلي في الجبل حتى عهد ابي الفتح الكراجكي (توفي عام 449 هجري) حيث بدأ الناس بالتحوّل إلى المذهب الإمامي ، مع انكفاء الباطنية (الاسماعيلية) إلى جبل لبنان (الدروز

* بعد الغزو الصليبي والهجرة الكسروانية الى جبل عامل، ترسّخ التشيّع الإمامي على يد الشهيد الأول (734 - 786 هجري) في الجبل

---------------

وقد كتب الناشط محمد منذرفي نفس الموضوع :
 " 
الشيخ علي حب الله في كتابه "أبو ذر وأسطورة نسبة التشيع في جبل عامل إليه"، وبعد سرد لواقع جبل_عامل من مرحلة الخلافة الراشدة وصولا إلى العصر العباسي في القرن العاشر ميلادي، يقول:
«[...] أن الملامح الثقافية والعلمية والإتجاهات الدينية بعيدة عن التشيع إلى زمن دخول جيوش المعز لدين الله الفاطمي بلاد الشام وعاملة سنة (358 هجري) /[ 969 ميلادي]».
يتابع حب الله قائلا:
«والنتيجة، أنه يمكن القول بكل ثقة وإطمئنان، أن التشيع إبتدأ وجوده في جبل عامل سنة (358 هجري) / [969 ميلادي] على وجه التحديد، مع إحتمال وجود بذور جنينية للتشيع قبل ذلك بجهود الدعاة الفاطميين النشطين».
يضيف حب الله:
«إن التشيع الذي قلنا ببدايته سنة (358 هجري) /[969 ميلادي] هو التشيع وفق المذهب الفاطمي، وينبغي استئناف النظر لمعرفة تاريخ بدء التشيع وفق المذهب الإمامي الجعفري الإثني عشري».
ويختم الشيخ هذا السرد قائلا:
«[...]أن الوجود الإسماعيلي في لبنان قد انتهى فعلا سنة (705 هجري)/[1306 ميلادي] ليتم بعدها فرز تلقائي إلى شيعة إمامية، ودروز - الباطنية - وإسماعيليين، وغيرهم حيث قطن الإمامية في جبل عامل، والدروز في جبل لبنان، وهاجر الباقي إلى شمال سوريا».
وهنا يقصد الشيخ علي حب الله الربط بين الحملة المملوكية الأخيرة على جبال كسروان وبين إندثار الإسماعيلية في لبنان، بحيث توجه قسم كبير ممن بقي من أتباعها حيا باتجاه سوريا.
إذن، بالنسبة للشيخ حب الله، جبل عامل لم يكن شيعيا، ثم أصبح شيعيا إسماعيليا أواخر القرن ال10 ميلادي، ليعود ويصطبغ بصبغة أكثرية إثناعشرية إنطلاقا من بدايات القرن ال14 ميلادي.". انتهى