في دراسته الطويلة ، يجهد الأب يوسف يمين بمحاولة إثبات أن السيد المسيح كنعانيّ وليس عبراني، وُلد في الجليل على مقربة من لبنان. وأن بيت لحم والناصرة، تقعان في جليل الأمم....
ويرى أن هناك مكانَين يحملان إسم بيت لحم :
الأول: جنوب فلسطين وهو المشهوروالذي يطلق عليه (بيت لحم يهوذا) وهو في جنوبي أورشليم. إلّا أنّ التنقيب الآثاري الذي جرى في العام 1997 في بيت لحم يهوذا الجنوبية أظهر أن أقدم آثار وجدت فيها تعود للحقبة الرومانية وبالتالي لا يمكن ان تكون هي مسقط رأس المسيح (ع).
الثاني : في شمال فلسطين بالقرب من لبنان وهي المغمورة والتي يطلق عليها (بيت لحم الجليل) والتي تقع في السفوح الشمالية الشرقية لجبل الكرمل وهي التي وردت في رسائل تل العمارنة، وكانت موجودة منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وهي مدينة كنعانية فينيقية.
وبيت لحم الجليل كانت مبنية على أيام داوود (ع)، بينما بيت لحم يهوذا لم تكن موجودة في أيام داوود بل بُنيت بعده ب 1200 سنة. وقد دأبت (كنيسة الختان) وهي كنيسة المسيحيين المتهوّدين _بحسب الأب يمين_ على إقناع اليهود أن المسيح هو المخلّص الذي ينتظرونه وهو مولود بينهم في بيت لحم يهوذا... وهكذا طُمست معالم بيت لحم الحقيقية في الجليل على حساب بيت لحم يهوذا!!
وأما الأرض المقدسة، فيرى الأب يمين أنها أرض كنعان، والكنعانيون (سمّاهم اليونان بالفينيقيين) هم أقدم مَن سكن لبنان ثم انتشروا في جواره، وقد أتى بعدهم في عصور متأخرة الأراميون والعبرانيون والإغريق وورثوا الحضارة الكنعانية .
وعن سفر السيدة العذراء من (ناصرة الجليل) إلى (بيت لحم يهوذا الجنوبية)، فيرى الآب يمين أنه سفر شاق ومضنٍ على إمرأة حامل، وهو أقرب إلى الخيال والأسطورة منه إلى الحقيقة، إلا إذا كانت بيت لحم هي في الجليل و قريبة من ناصرة الجليل ايضا !!!
وقد تعرّضت المغارة الحقيقية التي ولد السيد المسيح فيها في السفوح الشمالية الشرقية لجبل الكرمل، إلى الطمس المتعمّد من اليهود الذين استولوا على المنطقة طيلة 300 سنة، وكل الكلام بحسب الأب يمين!!!
وقد ورد في مخطوطات قمران (مخطوطات البحر الميّت)، أن الجمعيات الروحية الجليلية كانت تأوي إلى المغاور في الجليل وتتخد منها أماكن للسكن ولإيواء الحوامل! ومراكز لعلاج المرضى واستقبال الفقراء والمعوزين والغرباء. وكانت هذه المغاور تقع في أماكن وعرة يصعب على الجيوش الوصول إليها، ويبلغ عمقها من سبعة إلى 30 مترا، وقد زوّدت بفتحات محفورة بالصخور لإدخال نور الشمس.
وتجمع النصوص القديمة ان المغارة التي ولد فيها السيد المسيح، لم تكن داخل مدينة بيت لحم، بل على مسافة منها وفي طريقها، في مكان ناءٍ وموحش وبعيد عن السكن، قريب من الرعيان وقطعانهم . وهذا لا ينطبق على المغارة المشهورة اليوم التي تقع في وسط مدينة بيت لحم يهوذا ، بينما ينطبق على بيت لحم (أفراته) المدينة الكنعانية الفينيقية الواقعة في جليل الأمم. وكانت أفراته وجميع سفوح الكرمل تابعة لفينيقيا في حقبة أيام الميلاد.