الشيخُ عفيفُ ابنُ الحاجّ محمّدِ عليّ النابلسيّ، من بلدةِ البيساريّةِ الواقعةِ في إقليمِ الشومرِ من أقاليمِ جبالِ عاملةَ حيثُ ولدَ سنةِ ١٣٦٠ هجريّةٍ الموافقةِ لسنةِ ١٩٤١ ميلاديّةٍ، وما لبثَ أن ظهرَ عليهِ حبّ العلمِ والتعلّمِ فألحقَه والدَه بكتّابِ القريةِ حيثُ درسَ فيه القرآنَ ومبادئ الحسابِ وأوّليّاتِ اللغةِ العربيّةِ، وذلكَ خلافًا للكثيرِ من أقرانِه وأندادِه الّذينَ لم يمشوا في مدارجِ العلمِ ولا سلكوا دروبَه. وسرعانَ ما تفتّحت القريحةُ الشعريّةُ للفتى ذي الأعوامِ التسعةِ فبدأ يقرِضُ الشعرَ ويلقيهِ في المحافلِ العامّة.
بعدَ أن أنهى مقدّماتِ العلومِ إنصرفَ للتكسّبِ مدّةً وفي نفسِه جذوةُ العلمِ متّقدةٌ، والشوقُ للمعرفةِ عارمٌ، فما جاءت أوائلُ الستّينياتِ من القرنِ الماضي إلّا وقد نشأت في مدينةِ صورَ حركةٌ علميّةٌ واعدةٌ نتيجةَ قيامِ مدرستينِ دينيّتين كبيرتينِ: المدرسةُ الدينيّةُ الّتي أسّسها العلّامةُ الشيخُ موسى عزّ الدينِ ومعهدُ الدراساتِ الإسلاميّةِ الذي أسّسهُ العلّامةُ السيّدُ موسى الصدرِ، فما كانَ من شيخِنا فما كانَ من شيخِنا النابلسيّ، طالبِ العلمِ والمعرفةِ، وهو الذي لم ينقطع يومًا عن القراءةِ والمُطالعةِ، إلّا أن ترك دنيا العملِ والتكسّبِ وبدأ يذهبُ إلى صورَ بشكلٍ يوميّ، وحيدًا أوّلَ الأمرِ، ثمّ نقلَ عائلتَه إليها، متفرّغًا لطلبِ العلمِ، ...، وبدأ يتردّدُ على كبارِ علماءِ جبلِ عاملِ، كالعلّامةِ الشيخِ موسى عزّ الدينِ والعلّامةِ السيّدِ هاشمِ معروفِ الحسنيّ والعلّامةِ السيّدِ محمّدِ عليّ الأمينِ وغيرِهم، منهيًا على أيديهم دراسةَ المقدّماتِ والسطوحِ. وقد تعرّفَ في صورَ على الإمامِ السيّدِ موسى الصدرِ والتحق بمعهدِ الدراساتِ الإسلاميّةِ الذي أسّسه السيّدُ الصدرُ في المدينةِ.
في النجف
- وصل إلى النجف الأشرف في العام ١٩٦٩ ليدرس على السيد محمد باقر الصدر بوصية خاصة من الإمام موسى الصدر. فاهتم السيد محمد باقر بالوافد الجديد أيّما اهتمام وبقي ملازماً له طيلة الفترة التي عاشها في النجف الأشرف دارساً عليه إلى أن اشتدت الأزمة وبدأ التضييق على الشهيد وعلى طلابه.
- حضر سماحته دروس الشهيد الصدر في الفقه والأصول والتفسير وكان من أفضل طلابه كما يقول في شهادته عنه. كما حضر سماحته أبحاث السيد الخوئي ومراجع آخرين.
- عينه الشهيد السيد محمد باقر الصدر وكيلاً عاماً وبدأ نشاطاً تبليغياً كبيراً في بغداد وتحديداً من مسجد الامام الهادي....
-سُجن الشيخ عفيف في العراق ثم نفي بعد ذلك إلى لبنان.
عودته الى لبنان :
- عاد إلى لبنان أواخر العام 1979 ونشط على المستوى الإرشادي والتوجيهي وكان من الوجوه البارزة على صعيد الطائفة الشيعية.
- كان إلى جانب الشهيد الشيخ راغب حرب في الانتفاضات والاعتصامات الشعبية أثناء الاحتلال الاسرائيلي.
- مارس العمل التدريسي في صور، والنجف الأشرف، وبغداد، والبيسارية مسقط رأسه، وبيروت، حتى استقر به المقام في مدينة صيدا الساحلية التي أسس فيها حوزة علمية في العام ١٩٩١.
- أسس هيئة علماء جبل عامل مع مجموعة من العلماء العامليين....
- كان له حضور بارز في المؤتمرات الدولية وفي بلاد الاغتراب ....
- كان من أوائل الداعين لصلاة الجمعة، وأقامها بعد مجيئه إلى لبنان أولاً في منطقة حارة صيدا في الأعوام 1980-1982. ثم في منطقة الغازية حتى العام 1989, ثم في مدينة صيدا منذ العام 1993 حتى العام 2016 بعد أن أعجزه المرض.
- أسس مجمع السيدة الزهراء في صيدا العام 1993 وهو من أكبر المجمعات الدينية في مدينة صيدا. الذي يضم حوزة دينية ومسجداً وحسينية ومسرحاً وقاعات للندوات ومساكن لطلبة العلوم الدينية ومرافق أخرى.
- أسس جمعية الأبرار الخيرية التي تُعنى بالفقراء والمساكين ...
** وفاته: بعد صراع طويل مع المرض منذ العام 2016 توفي يوم الجمعة 25 ذي الحجّة 1444 هجري قمري الموافق 14 / تموز / 2023 ميلادي. ودُفن في مجمع الزهراء في مدينة صيدا .
مؤلفاته
لقد كانَ سماحةُ الشيخِ حليفَ الكتابِ وملازمَه، فكانَ يقضي أكثرَ وقتِه في المكتبةِ، سواءٌ أكانَ في البيتِ أم في المجمّعِ، مطالعًا ومقمّشًا ومُهمّشًا ومُصنّفًا ومُؤلّفًا، على كثرةِ انشغالاتِه العلميّةِ والتربويّةِ والإجتماعيّةِ والسياسيّةِ، من تدريسِ وتبليغِ واجتماعاتٍ ونشاطاتٍ وإمامةِ الصلاةِ وغيرِها، بحيثُ كان ما يقضيهِ في المكتبةِ يتراوحُ بينَ ثماني ساعاتٍ إلى عشرٍ يوميّا، فخطّ يراعُه عشراتِ المؤلّفاتِ، ما زالَ الكثيرُ منها مخطوطًا، أمّا أهمّ ما هو مطبوعٌ منها:
١ - فقهُ الأئمةِ (ع)، دورةٌ فقهيّةٌ إستدلاليّةٌ على كتابِ شرائعِ الإسلامِ (٥ مجلّداتٍ).
٢ - فقهُ أهلِ البيتِ (ع)، مداركُ الفتاوى الواضحةِ(مجلّدانِ).
٣ - المواريثُ على فقهِ الإماميّةِ، فقهٌ إستدلاليّ.
٤ - أحكامُ الزواجِ الدائمِ والمنقطعِ.
٥ - صلاةُ الجمعةِ في عصرِ الغيبةِ، فقهٌ إستدلاليّ.
٦ - الإجتهادُ والتقليدُ، فقهٌ إستدلاليّ.
٧ - القضاءُ في الإسلامِ، فقهٌ إستدلاليّ.
٨ - فقهُ الجهادِ في الإسلامِ، فقهٌ إستدلاليّ.
٩ - فقهُ الصومِ، موجزٌ استدلاليّ حولَ فريضةِ الصيامِ.
١٠ - فقهُ الصلاةِ، موجزٌ استدلاليّ حولَ فريضةِ الصلاةِ.
١١ - إضاءاتٌ فقهيّةٌ، ردودٌ على الأسئلةِ.
١٢ - القواعدُ الفقهيّةُ على ضوءِ القُرآنِ والسُنةِ.
١٣ - حواراتٌ عقائديّةٌ هادئةٌ.
١٤ - الأصولُ العامّةُ في علمِ الحديثِ وعلمِ الرِجالِ.
١٥ - سيرةُ النبيّ والأئمةِ الأطهارِ (١٤مجلّدًا).
١٦ - النبيّ محمّدٌ (ص)، هذا العظيمُ.
١٧ - النبيّ مُحمّدٌ حاضنُ أهلِ الكتابِ وحامِيهم.
١٨ - الكلمةُ الزاهرةُ في العترةِ الطاهرةِ.
١٩ - قصّةُ الإمامِ الحسينِ (ع).
٢٠ - الإمامُ موسى الكاظمُ (ع)، عرضٌ وتحليلٌ.
٢١ - الإمامُ عليّ بنُ موسى الرضا (ع)، عرضٌ وتحليلٌ.
٢٢ - علاقةُ المسيحيّينَ بأهلِ البيتِ (ع).
٢٣ - إشراقاتٌ كربلائيّةٌ.
٢٤ - زيدُ بنُ حارثةّ ربيبُ النبوّةِ.
٢٥ - بحوثٌ في شخصيّةِ الإمامِ الخُمينيّ.
٢٦ - مشاهداتٌ وتجاربٌ، لقطاتُ من سيرةِ الإمامِ موسى الصدرِ.
٢٧ - خفايا وأسرارٌ من سيرةِ الشهيدِ السيّدِ مُحمّدِ باقرِ الصدرِ.
٢٨ - ومضاتٌ مشرقةٌ من حياةِ علماءِ جبلِ عاملٍ.
٢٩ - شذراتٌ مضيئةٌ، صفحاتٌ من وحيِ التبليغ وماضي الذكرياتِ.
٣٠ - حاجةُ المُبلّغينَ.
٣١ - طرائفُ وظرائفُ.
٣٢ - طريقُ العروجِ إلى الملكوتِ، شرحُ روايةِ عنوانَ البصريّ.
٣٣ - الأربعون حديثًا.
٣٤ - المسكُ الفوّاحُ لتطييبِ القلوبِ والأرواحِ.
٣٥ - فلسفتُنا، شرحٌ على كتابِ الشهيدِ الصدرِ.
٣٦ - مهامّ مُلحّةٌ، مقالاتٌ نُشرَت في جريدةِ البناءِ اللبنانيّةِ.
٣٧ - أوراقٌ متناثرةٌ، مقالاتٌ في الدينِ والمجتمعِ والسياسةِ.
٣٨ - نظراتٌ ورؤى في قضايا المرأةِ.
٣٩ - تحدّياتُ الوحدةِ وثقافةِ الحوارِ.
٤٠ - على طريقِ الحياةِ، كلماتٌ في السياسةِ والدينِ.
٤١ - ديوانُ العلّامةِ النابلسيّ، شعرٌ.
٤٢ - ملحمةُ الزهراءِ (ع)، شعرٌ.
٤٣ - خمينيّاتٌ، شعرٌ.
٤٤ - ملحمةُ الإمامِ الصدرِ، شعرٌ.
٤٥ - إخوانيّاتٌ، شعرٌ.
٤٦ - نفحاتٌ عامليّةٌ، شعرٌ.
٤٧ - شعرُ الخلودِ في أزاهرِ أميرِ المؤمنينَ، شعرٌ.
٤٨ - الإمامُ المهديّ (عج) في الشعرِ العربيّ.
هذا إضافةً لمئاتِ الأبحاثِ العلميّةِ والمقالاتِ التخصّصيّةِ والمحاضراتِ والمشاركاتِ في الندواتِ والمؤتمراتِ في شتّى أنحاءِ العالمِ، والمنشورِ أغلبُها في الصحفِ والدوريّاتِ.
(الترجمة بتصرّف من صفحة حوزة الإمام الصادق - ومن ترجمة كتبها السيد محسن السيد أحمد شوقي الأمين)
الشيخ راغب حرب - الشيخ عفيف النابلسي - السيّد محمّد السيّد يوسف مرتضى - الشيخ عادل مونّس من الحلّوسيّة
الشيخ عادل مونّس - الشيخ راغب حرب - الشيخ عفيف النابلسي- الشيخ علي ياسين - الشهيد محمد سعد والقيادي داوود داوود
الشيخ عفيف النابلسي يؤمّ الصلاة
السيّد محمّد السيّد يوسف مرتضى
الشيخ محمّد أحمد مغنية
الش.هيد الشيخ راغب حرب
الشيخ عادل مونّس من الحلّوسيّة
الحضور من اليمين إلى اليسار:
الحاج علي خريس . الشهيد خليل جرادي. السيد أبو جواد الأمين. شيخ غير معروف لدينا. المرحوم السيد عبدالله شرف الدين. المرحوم الشيخ علي شمس الدين. الشيخ عفيف النابلسي. الشهيد داوود داوود. الشيخ يوسف دعموش. الحاج خليل حمدان. الحاج جميل حايك - نادي الامام الصادق (ع) صور - 28-03-1983- من ارشيف الأستاذ فؤاد الزين
مع الشيخ أحمد الزين والشيخ سعيد شعبان
في درس السيد محمد باقر الصدر