خشبة الجامع في عيناثا بين السيدين عبد اللطيف ومحمد نجيب فضل الله

كتب السيد هاشم فضل الله: 

 خشبة الجامع في بلدة عيناثا لها تاريخ

السيد عبد اللطيف فضل الله إمام بلدة عيناتا، أخو السيد عبد الرؤوف وعم السيد محمد حسين فضل الله كان تقيا زاهدا شاعرا مجيدا له ديوان طبع بعد وفاته.
كانت علاقته حميمة بجاره الشاعر السيد محمد نجيب فضل الله وكثيرا ما كانا يجلسان على خشبة موجودة في فناء الجامع ويتسامران الشعر بحضور البعض من الاهالي وينشران عبق ايمانهما على الموجودين.
بعد تهجير قسري عاد السيد محمد نجيب للبلد وبقي السيد عبد اللطيف في بيروت فكتب له السيد محمد نجيب يستحثه العودة الى بلدته عيناثا وكان السيد عبد اللطيف يعده بالعودة ريثما ينتهي البرد فأرسل له السيد محمد نجيب هذه الابيات:
أبا النجيب ألا عودا الى البلد**** ما زلت بعد نواك اليوم في كمــــــــــد
ولًىً الشتاء فهل من همًة بقيت*** للصيف كامنة كالسيف في الغمـــــد
عهدي بأنك حمًال الخطوب على*** شتًى الصعاب وتخشى حبة البــرد
ما بال أولكم خوفا كآخركم *** من صولة البرد لا من صولة الأســــــد
وقد أطل الربيع الغض منفتحا*** من كل زهر شذي في الربـى وندي
وللطيور أغاريد ترجًعها *** في مطلع الفجر فوق الأغصن الـــــــــميد
فاطلع علينا طلوع الصبح من غسق*** فنور وجهك يجلو ظلمة الأبـد
نفسي لبيروت نزعا قد أخذت بها*** وما تبقى بعيناثا سوى الجــــــسد
ما بال أولكم خوفا كآخركم *** من صولة البرد لا من صولة الأســــــد

وفي البيت الأخير يشير الشاعر السيد محمد نجيب الى مراسلة بين السيد محسن الأمين والعلامة السيد نجيب فضل الله
فقد كتب السيد محسن الامين للسيد فضل الله ، هذه الأبيات ، وكان قد تأخر عن حضور الدرس،
البرد عاقك يا مولاي والماء *** عن مجلس الدرس أم عاقتك أشياء
أصبحت أكتمها والله يعلمها *** اذ كان يغني عن التصريح ايماء
أم قد نبت همة قد كنت أعهدها *** من قبل وهي كحد السيف شماء
فأقدم هديت بلا ريث ولا مهل *** فآفة العلم امهال وابطاء

فأجابه السيد نجيب فضل الله بهذه الابيات وقد ذكرت في أعيان الشيعة
ما عاقني عنك الا البرد والماء *** ففي فؤادي من فعليهما داء
وما تؤخرني أشياء تحسبها *** مثل الذي فعلته قبل شقراء
ذرني وموقدتي والنار أضرمها*** فلي بها من سواها اليوم اغناء
وهمتي بقيت للصيف كامنة *** فسوف يأتيك عنها فيه أنباء