رثاء مشترك بين الشيخ حسين معتوق والسيد محمد نجيب فضل الله

 

كتب السيد هاشم فضل الله (بتصرف): 

طلب مني والدي السيد محمد تقي فضل الله، الذهاب الى منزل أخيه الشاعر السيد محمد نجيب فضل الله ، وكان يسكن في قرية من قرى جبل عامل ... وحمّلني رسالة مبعوثة الى الشاعر النجيب من العالم الجليل الشيخ حسين معتوق، وكان صديقا للشاعر، والرسالة مضمونها أن الشيخ يريد أن ينظم قصيدة في ذكرى وفاة أحد علماء آل مكي، فأرسل أبياتا للسيد رضا الهندي للنظم على منوالها والأبيات : حاولت نظم الرثا فاستعصت الكلم / وهل لأهل النهى بعد الحسين فمُ ما كنت أحسب يجري في الرثا قلمي/ ما حيلتي قد جرى في ذلك القلمُ

قال والدي سلّم على عمّك وبلّغه سلام الشيخ حسين معتوق واقرأ له هذين البيتين. وصلت وسلّمت وقرأت الأبيات المرسلة من الشيخ حسين على المرحوم عمي الشاعر، فسكت قليلا ثم قال اكتب:
طاردت فيك القوافي وهي تزدحم / وما عصاني فيك القول والكلمُ وأقبلت غرر الأوضاح تحملنـــي / الى معانيك والأحداث تضطرمُ يا بن الميامين من عمرو العلا شرفا / أعظم بجدك جدا تحضن الأممُ
ثم قال خذ هذه الأبيات الآن ويكفي، عدت بالأبيات وسلمتها لوالدي الذي أخذها وعرضها أمام الشيخ حسين معتوق، فسرّبها وعلمت فيما بعد أنه اعطاها لأحد أبنائه (الأستاذ حسن معتوق) وضمنها أبياتا وأنشدها ولده في ذكرى اربعين العلامة الفقيد من آل مكي.

ثمّ كُتبت الأبيات مع إضافات الأستاذ حسن بن الشيخ حسين معتوق على ضريح الشيخ حسين بعد وفاته: قد زُعزعت من رواسي العلم قاعدة / كانت عليها مباني الدين تنتظمُ
فيا فجيعة دين الله في رجل /  كانت لديه رجال الدين تحتكم