باتوا على شاطي الفرات وخيَّموا - شعر السيد محمد نجيب فضل الله

أبيات من قصيدة للشاعر السيد محمد نجيب فضل الله من وحي واقعة الطف ...

على الموت أهلي خَيِفَة الضًَيم صَمَّموا...
وباتوا على شاطي الفرات...وخيَّموا
وحلُّوا ضيوفاً في العَراءِ على الظُّبى...
وليسَ لَهُمْ وِردٌ سِواها ومَطعم.
تقرَّتهُمُ أيدي النَّوى فَتَياسَروا...
عن الذلُّ لكن حَلبَة العزِّ يمَّموا.
أعدُّوا العَوالي واستعدُّوا وأدلجوا...
وجُردَ المذاكي أسرجوها وألجَموا.
نجاوَى وأطرافُ الرماحِ أراقمٌ...
..وكُلُّ فتىً مِنهُم على اللَّيل أرقم...
عَمائِمُهم منها الدُّجى اخضرَّ لونُهُ...
وأوجُهُهم تحتَ العَمائم أنّجم.
قليلون إن عُدّوا كثيرون في اللّقا...
وإن ضمَّهم ليلّ فأٌسدٌ تُدمدم.
ظماءٌ ولكنًَ الإباء...مُحلقٌ ...
من العزًِ ريَّان الهوى يتبسم.
وما ظَمِئوا للماءِ لكِن إلى الوغَى...
ظِماءٌ وَوِردُ الأُسدِ إن وَردت دم.
كأنَّ عليهم للمعالي ضريبةً...
ودَيناً به استوفى الحسابَ مُحرّم
صُدورُ العوالي مَلَّت الطَّعنَ منهمُ...
وملَّ من الضَّربِ الحُسامُ المُصمَّم.
ومن تحتِهُم كلَّت عِتاقٌ سوابقٌ ...
وَكَلَّ من الجَريِ الجوادُ المُطَهَّم.
وأقبَلَت الجُلَّى تَعِبُّ جِراحَها ...
دماءٌ أراقَتها نِصالٌ وأسهُم.
حملتُ الأسى عن كُلِّ من ضاق بالأسى
وماليَ إلاَّ الوجد كسبٌ ومَغنَم.
ويممتُ أهدى السالكين على السُّرى...
علياً ويا نِعم الإمام المُيَمم
وقفت ثَنائي في الولاء وفي الهوى
على حبِّه مادام لي يُجتلى فم
فأكرَمُ ما في الناس آلُ محمدٍ
بهم يبدأُ الذِكرُ الجميلُ ويختَم.
أنظر أيضا :