يرى الأمير شكيب أرسلان، أن السبب الرئيسي لانتشار الإمالة عند الشاميين هو تأثير القبائل النجدية حيث أن نجد هي موطن الإمالة الأصلي.
و غلبة الإمالة عند الشاميين مردّه إلى كثرة القبائل النجدية التي نزلت الشام في عصر صدر الإسلام إلى جانب قبائل يمنية وحجازية، ولكن الكثرة كانت للنجديين و من سنّة الإجتماع اقتداء الأقلّ بالأكثر وعليه اتّبعت هذه القبائل لهجة الأكثرية.... وقُرئ القرآن بالإمالة أيضا التي كانت لغة نجد ولغة تميم المضروب المثل بكثرة عديدها...
إمالة العامليين وطمطمتهم !!
أما أحمد أوغلو في كتابه (الادب الشفهي العربي في ماردين) فيرى أنّ :
الإمالة ظاهرة فاشية في كلام القبائل التي سكنت وسط وشرقي الجزيرة العربية كتميم وأسد وطيء وتغلب... منها قولهم (لْحيف) بدل لِحاف ... وانتشرت الإمالة في ماردين في تركيا، كما انتشرت في كلام الاندلسيين فقالوا للكتاب (كْتيب) وللجبال (جْبيل) تماماً كما نفعل الآن في تلال عاملة... ويبدو ان سكّان عاملة لم يكتفوا بالإمالة بل أضافوا إليها الطمطمة في بعض كلامهم فقلبوا اللام إلى ميم كما فعل أهل ماردين فقالوا (إمبيرحة) بدل البارحة، وهي لسان طي وحِمْير والأزرد أهل جنوبي الجزيرة.
اما الناشط الأستاذ محمد منذر فكتب معقّبا :
"الإمالة وخصوصا قلب الألف إلى ياء لفظا موجودة في السريانية، وهي موجود حتى في الفصحى /الكتابية عندهم نطقا مع محافظتها على أصلها كتابة. وتوضع حركة خاصة لذلك طالبة منك قراءتها بالكسر الشديد تسمى ܚܒܳܨܐ / حبܳصا، وشكلها ܺ.
ܟܐܺܦܐ كافا كتابة، تلفظ كيفا. وتعني الصخرة.
ܟܐܺܒܐ كابا كتابة، تلفظ كيبا. وتعني الألم.
ܬܐܺܬܐ تاتا تلفظ تيتي. وتعني يأتي (بدلالة المستقبل)
ܥܐܺܕܐ عادا كتابة، تلفظ عيدا. وتعني العيد. .... الخ الخ" انتهى