الحمّيضة أو الحميْميضة - رولا حسين



 رسم ونص رولا الحسين

"الحمّيضة" أو "الحمّيض" يسمّيه كبار السنّ "حمّيض" وكأنه جمعُ لكل أنواعه، وهو نبات برّي له مذاق حامض بيد أنه مصدرُ للفيتامين C وA.

صغارًا كنا نستخدم كلمة "حمّيضة" لا "حمّيض" وكنا نقصد النبتة صاحبة الزهرة فاقعة الإصفرار والساق الطويلة بمذاق فاقع الحموضة لدرجة لم يكن ممكنًا مضغ تلك الساق من دون أن تتغير ملامح وجوهنا و"تكُشّ"، لكن تلك الحموضة لم تمنعنا يومًا من قضم باقي السيقان التي قطفناها افتنانًا بذاك الأصفر.
ولهذه النبتة الصفراء أوراق مستقلة عنها ولكنها تنمو في "الجُبِّ" نفسه، كل ورقة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء وكل منها لها شكل قلب ولها طعم حامض أيضًا.

ثمّة نوع آخر من الحميض ينمو بعيدًا من النوع الأصفر وقلوب أوراقه، وهو الحمّيض الورقي الذي يتمّ "تسليقه" في الربيع لطبخه مع "العِلت" أو "السبانخ" أو كبديل عن الحامض.

وبسبب تأثيره المُجفِّف فهو مناسب لإزالة البلغم، ولعلاج حرقات الفم، ولأن أوراق "الحمّيض" غنية بالألياف فإضافته على الطعام تحسّن من عملية الهضم.

بعيدًا من كل تلك الفوائد، لا يزال مشهد بساطٍ من "الحمّيضة" – لا "الحمّيض" – تحت ظلِّ شجرةٍ وارفةٍ مثيرًا للدهشة والشغف، ولا تزال الرغبة بقطف وامتلاك كل ذاك الأصفر تعترينا كبارًا وصغارًا.

أمّا مذاقه الحامض فهو مذاقُ لذكرى طفولةٍ.