النائب السعيد في العهد الجديد - شعر السيد علي الأمين

 


صِرْ مرّة نائباً للشّعب في بـــــــلـدي           

تكسبْ معاشاً طويل العمر والأمــــدِ

تحمي القوانين في لبنان نائـبــنـــــا

حتّى وإن فارق الدّنيـــــا ولم يــعُــدِ

إن يخلُ مـقـعـده لم يُـلـغَ راتــبـــــــهُ

فالإرث من والدٍ يمضي إلى الولــــدِ

 

 

للنّائب المال والقانـــــون يـضـمنــه

ونـحـن يُـلـزمـنـا القـانـون بـالسّددِ!

سوء الإدارة قد أخلى خزيـنـتــنـــــا

والحكم قد حاز منها حصّة الأســـدِ!

هذي هي القسمة الضّيزى بـلا جدلٍ

الشّعب يشقى وأهلُ الحكم في رغدِ!

لم يبق من ثروة البلدان باقيـــــــــة ٌ

إلاّ وقد ذَهَبَـتْ نـهـبـاً بكـلِّ يــــــــــدِ

والعيش في وطنــي شحّت مصادرهُ

مذ صار مزرعةً للإبن والسّنــــــــدِ

ليست بلاد الفتى معدودةً وطنــــــــاً

إن لم توفّر حقوق الفكرِ و الجســـدِ

 

 

نامتْ جماهيرُ شعبي عن مطالبــها

فاستفحلَ الفقرُ و الحرمانُ في البلدِ

والشِّيب غابوا مع الشّبّان في سفرٍ

حتّى خلت أرضه من صانعٍ لـغـــــدِ

فالأرض بعدهمو قفراءُ موحشــــة ٌ

والدّوحُ تبكي غياب البلبـــــل الـغردِ

 

 

لبنان كان لأحرار الـنّـفوس حمــــىً

فيـه الأمان لـمـظـلـومٍ ومضطــهـــدِ

قد صدّعت كثرة الأهواء دولـتَــــــهُ

حتّــى غـداً مثــلاً في كثــرة الـعُـقـدِ

والفاسدون طغوا في كلّ دائــــــــرةٍ

والحاكمــون حمــــاة الظّـلـم والأودِ

والطّائــفيّــة لا قامت قيامتـــــــــــها

عادت سلاحاً بأيدي السّاسة الجــددِ

قد شوّهوا باسم دين الله صورتــــــه

وكان في الشّرق قبلاً جنّة الخـلــــدِ

هذا نما لمسيح الطّهر رايتــــــــــــه

وهو الّذي جلّ عن حـقـدٍ وعن حردِ

وذاك ألصق بالإسلام غايتــــــــــــهُ

وغاية الدّين لا تخفى على أحـــــــدِ

ألدّين هديٌ وحبّ النّاس جوهــــــرُهُ

والحبُّ ينفي سبيل البغض والحسـدِ

ما كان عيسى لغير السلم داعيـــــةً

كــــذاك أحـمـدُ وصّـانـا ولـم يـحِــــدِ

طاها وعيسى لأهل الأرض مدرسةٌ

تـأبـى الخصام على رأيٍ ومعـتـقَـــدِ

آيات ربّي أتـــــــــت بالحقّ ناطـقـةً

(ألدّين يـلـغـي فـروق اللّون والعددِ)

السيد علي الأمين  - 1996