الكفعمي يشكو أحد الإقطاعيين لقاضي صيدا


كتب الشيخ محمد تقي ابن الشيخ محمد جواد الفقيه (حفيد المرجع )

قبل نحو 550 سنة 
وجدت رسالة بخط الشيخ ابراهيم الكفعمي العاملي أرسلها للقاضي ابن فرفور قاضي صيدا يشكوا بها ظلم أحد الاقطاعيين الجلاوزة في بلدة (جبع) ويفهم من سياق كلامه أنه اغتصب أرضه . في الرسالة ينهال الشيخ الكفعمي ره على الظالم المذكور بسيل من الكلمات الهجائية المعهودة وغير المعهودة في المراسلات والتي بلغت أكثر من اربع صفحات . ويذكر في نهاية الرسالة أن هذا الاقطاعي الظالم قد همّ الناس بقتله فهرب من (جبع) إلى قرية (بصليا) والنص له :فكان جباراً عصيّا، وجعل أهلها في نار فتنة صُليّا، فنبذوه مكاناً قصيّا، ولعنوه بكرةً وعشيّا، ولم يكن له منهم نصيراً ولا وليّا . فهرب منها ولم يبق آناً إلى قرية (عين قانا) فغشيهم أمواج جهالته، وأظلّتهم سحابة ضلالته، وغلب عليهم مراجل غوايته، وكان أمرهم معه عجيب، ويومهم منه عصيب، والله على كل شيء رقيب . فهمّوا بقتله وأن يصفعوه بنعله، فنفر منها إلى قرية (جزّين)وهو مهين ولا يكاد يبين، فكرهه بها طائفة من المؤمنين .... فانتقل منها إلى قرية (النباطية) فكان بها كأهل حروراء، أو بلعم بن باعوراء، ثم رجع بعد مدّة إلى البلد (جبع)، ويحسب أن لم يره أحد، فأحدث على عادته سحر هاروت وماروت، شرّد ما زاد عن الغرق من نهر طالوت، فأتاح الله الاستادار علاء الدين عضده الله بالنّصر والتمكين، فأطفأ لهباً قليلاً من ناره، وأظلم عليه زمناً يسيراً من نهاره . 
مركز الفقيه العاملي لإحياء التراث - حاريص - جبل عامل