بين جبل عامل وجبل الجليل : وحدة مسار ومصير

يصف (علي حسين هاشم في كتابه وطنان وغربة) جبل الجليل وجبل عامل بأنهما رئتان لجسم واحد؛ فقد عاشا وحدة المسار والمصير تاريخياً وجغرافياً، وتعرّضا لنفس الغزوات وكابدا نفس المعاناة منذ الفتح الإسلامي مرورا بالعهد الأموي والعباسي والصليبي. وفي الزمن المملوكي امتدت ولاية صفد حتى نهر الاولي، أما في الزمن العثماني فقد امتدت ولاية بيروت حتى نابلس...
وكانت أسواق الجليل وجبل عامل خير مكان للقاء الاهل من الطرفين... وكان شيعة الجليل يتواصلون مع إخوانهم في جبل عامل لا سيما في عاشوراء فيستنجدون بعلماء جبل عامل لاقامة الشعائر في الجليل.
وامتلك العامليون آلاف الدونمات في الجليل، وكان بعضهم شركاء للفلسطينيين في الأعمال والتجارة ... وكانت فلسطين تحتضن جنوب لبنان وابناءه للعمل فيها، إلى درجة ان العملة الفلسطينية كانت الأكثر تداولا في أسواق بنت جبيل وشبعا وصور.