عنتر في زمن كورونا - شعر الأستاذ فضل سرور

كتب الشاعر فضل سرور: 

 في أيّام كورونا الأولى، كتب أحدهم من بلدة عيتا الشّعب بيتين من الشّعر ذكَر فيهما (عبلة).. تخيّلت أنّ عنتر عرف بالموضوع وجاء لينتقم.. كان شباب البلدة قد أقاموا حاجزين بمدخلَيْ البلدة لفحص الحرارة.. ماذا حدث عندما وصل عنتر.. :

لو أنّ عنترَ قد درى بمتيَّمِ
في عُقر عيتاالشّعب لا بمُخيَّمِ
فيهِ هوىً متفجِّرٌ بفؤادِهِ
في عبلةٍ .. شرَفِ الفؤادِ الملهَمِ
هي حُبُّهُ ما فارقت أشعارَهُ
وبلحمهِ ارتبطتْ وشريان الدّمِ
لَرمى حجارةَ قبره مستأسداً
وأتى لعيتا بالشّعور المُبهَمِ
ومُقطِّباً بين الحواجبِ غيْظهُ
وحصانُهُ شبَهاً بهِ لم يُلجَمِ
علناً أمام العالمين مسيرُهُ
لا خائفاً يأتي .. ولا بتكتُّمِ
قطعَ الفيافي والقفارَ جميعها
ما احتاج في تجواله لمترجمِ
عربيّةٌ فصحى خطابُ لسانِهِ
لغةٌ يغازلُها اللسّانُ الأعجمي
ما إنْ تناهَ به المسيرُ (لِكُورةٍ)
في أرض عيتا بورِكتْ من معْلَمِ
والحاجزُ المنصوبُ فيها دورُهُ
فحْصُ الحرارةِ بالشُّعور المُنتمي
فيهِ شبابٌ حاضرونَ بوعيهمْ
يتداورون لِمغْنمِ أو مَغْرَمِ
متلثِّماً يبدو بفيهِ وأنفِهِ
وكأنّ مِن (كوفيدِنا) هو يحتمي
مَنْ أنتَ؟ يُسألُ..قال: إنِّي -ويْحكمْ-
أنا عنترٌ أبدو بسيفيَ والفمِ
قالوا لهُ هوِّنْ عليك وقلْ لنا
ما جِئتَ تفعلُ بالصّريحِ تكلّمِ!
آتٍ لأثأرَ والحرارةُ في دَمي
تغلي كغَلْيِ المرْجلِ المتضرِّمِ
ممّن يُغازِلُ عبلةً متودِّداً
لعيونِها بشعور قلبٍ مُفْعَمِ
هوِّنْ عليكَ نقولها ونعيدها
لا لن تُخيفَ شبابَ عيتا يا كَمي
لا بدّ من فحصِ الحرارة أوّلاً
فإذا نجحتَ فأنت حرٌّ واهجُمِ
فإذا انتصرتَ فإنّنا لك تُبّعٌ
وإذا خسرتَ فلاتَ ساعةَ مَندَمِ
هيّا افحصوني. قالها مُتيقِّناً
بحرارةٍ في جسمه المتورِّمِ
ليعودَ من حيثُ ابتدا بكرامةٍ
فترابُ عيتا بالوغى لم يُهزَمِ