الطحّان والكلّاس : الرئيس برّي والشاعر زين شعيب

كتب الأستاذ علي غندور  

على ذمة الراوي، أن الشاعر زين شعيب نظم قصيدة في مديح الرئيس بري، وكان يمنّي نفسه أن يكون نوال هذه القصيدة من الرئيس بري دسماً بما يتناسب مع الموقع السياسي لدولة الرئيس من جهة، ومضمون القصيدة من جهة أخرى.
قصد أبو علي منزل الرئيس بري في ((بربور)) وأنشد:
برّك يابرّي موسمو علينا قبل///وغيرك زعيم بها الوطن مابينقبل
خلصتنا من إسم بيك وابن بيك /// ومن إيد إقطاعي زرعناها قُبل
وعلّمتنا ماننحني للذل هيك //////////وعلمتنا حني المناجل للسبل
ولما الجبل صفّا امانة بين ديك//// صاح البقاع لدمنا بدمو انجبل
هيدا جبل عامل سند حالو عليك//وما بيقدر يهدّي الجبل الا الجبل

....وعلى ذمة الراوي أن الرئيس بري ظهرت عليه ملامح الإنشراح والزهو مذ سمع مطلع القصيدة، وأطرق مصغيا بكل حواسه، مع تبسّم يعبّرعن رضى وإعجاب حتى إنتهى زين، فصفق الرئيس بري له، وخاطبه: "ماذا فعلت بي يا ابا علي؟ ومن الذي حرضك عليّ لتنشد أمامي ما لا يُستطاع تقديره؟
وكيف لي أن أثمن ما أنشدت أمامي؟
وماذا عساي أن أفعل لأرد لك هذا الجميل؟
سأهديك أعز ما أملك، خاتمي هذا الذي اتختم به". وإنتزعه من بنصره وقدمه هدية لأبي علي، فأخذه بعد الشكر والمديح، وإنصرف شاعرنا مسرعا نحو سوق الصاغة في بربور.

دخل ابو علي إلى محل لبيع المجوهرات وطرح الخاتم أمام المعلم،
وقال له: كم يساوي هذا الخاتم؟أريد أن أبيعه.
قال الجوهرجي بعد أن تفحص الخاتم ،هذا خاتم فالصو.
ابوعلي : عيب يامعلم هذا خاتم الرئيس بري.
المعلم: غيرك جاء حبيبي،وكان معه خاتم مثل خاتمك هذا فالصو ،وقال هذا خاتم الرئيس بري، شو عندو مصنع خواتم؟

خرج زين شعيب من محل الصائغ وهو يردد ((الف كلاس مابغبّر على طحان)) يلعن الشيطان ((الف طحان ما بغبر على كلاس)).