بعد اجتماع الحجير و إرسال وفد إلى دمشق للقاء الأمير فيصل، وإبلاغه بمقررات المؤتمر واستشارته بأمر الثورة على الفرنسيين، ينقل د. منذر جابر نصّاً ثميناً للسيد محسن الأمين، نثبته فيما يلي علّ أحداً من أصحاب الشأن يقرأ فيتّعظ:
" ولمّا دخلنا على جلالته وأحدقنا به، إذا بالقوم يتبارون في الخطابة بين يديه شعراً ونثراً... فلم أشأ أن نكون سفهاء في تمثيلنا جبل عامل.. فقلت: إنهم يحملون إلى جلالتك تفويضا من الجبل ويستنبئونك صحّة ما اعتزموا عليه من الثورة ... فبماذا تشير عليهم؟
قال ما فحواه : هل أعددتم للثورة عدّتها من السلاح والخيل؟ والسلاح عتادُ ورجال والعتاد يشتمل على المدافع والبنادق... فهل أقررتم هذا قبل أن تعلنوا ثورتكم؟
فأجبناه :بأنْ ليس لدينا إلّا العصا والمنساس...
فقال: أن أهل جبل عامل قوم ضعفاء لا قِبَل لهم بالثورة فليتزموا السكون...
أشار علينا بالتزام السكون فلمْ نمتثل وثار الجبل فكانت العاقبة كما علمت نكبة تقهقرت معها البلاد عشرين سنة ..." انتهى