في زمن يوسف الشهابي، كان كبير المقدمين عند المتاولة في جزين (علي المحمد الخزرجي) وهو (علي الأول) وكان جبارا عتيّا وقد حدثت بين متاولة جزين ودروز نيحا خصومات ومشاجرات ، فجعل المتاولة يغزون الدروز ويشنون الغارة على ماشيهم... وكانت طريق سوق حاصبيا تمرّ في وسط جزين ولا غنى لأكثر الدروز عن المرور الدائم بهذه الطريق .
وكانت جزين في ذلك العهد قصبة مهمة محشودة بالسكان، وفيها جامع كبير ومنارة رفيعة وكان فيها 12 شيخا من العلماء الأفاضل وكانت محط رحال طلبة العلوم ومنتجعي الأدب
نشبت الخلافات بين الدروز وبين المتاولة في جزين وكانت سببا في تقلص ظل المتاولة عن جزين واقليم التفاح وجبل الريحان
في سنة 1757 م أخذ المقدم علي الخزرجي يجيّش الجيوش في جزين فوافاه الشيخ جهجاه برّو و الشيخ علي جواد (المنكري) بجيشين من جبل الريحان واقليم التفاح، وهكذا فعل يوسف الشهابي والشيخ خطار جنبلاط وعبد السلام العماد الذين جهزوا جيشا من أهالي الشوف ومعم بعض النصارى ، وزحف العسكران والتقيا أسفل قلعة نيحا واقتتلوا فدارت الدائرة على الدروز في بداية المعركة، فاتصل أمرالمعركة بآل أبي شقرا الدروز فالتحقوا بالقتال ، و انقلبت الصورة واستعاد عسكر الدروز المبادرة وشن الغارة على المتاولة . فكسروهم، وارجعوهم إلى جزين وحاصروهم فيها. فأخلى المتاولة جزين والتجأوا إلى جباع وعين بوسوار وزحلته.
وفي اليوم التالي جمع المتاولة عسكرهم في جلّ الشوك بين جباع وأم الرمان، ولكن الدروز استطاعوا كسر جيش المتاولة فأخلوا جباع أيضا وفرّوا منها إلى كفرمان وكان الشيخ خطار جنبلاط على علاقة طيبة بآل منكر فأمّن نساءهم في جباع بعد انسحاب رجالهم.
وظل المتاولة في تراجع حتى وصلوا النبطية، فوافاهم الشيخ علي ظاعر العمر (ابن والي عكا) ومعه 500 فارس، فانقلب الصورة واستعاد المتاولة زمام الأمور وارجعوا الدروز من حيث أتوا.
وبسير المؤلف يوسف خطار أبو شقرا، أن النصارى كانوا قليلين في جبل الدروز ولم يأخذوا في التكثر إلا في زمن بشير الشهابي الثاني.