حديقة النفوس وحجلة العروس - مخطوط للكفعمي

 كتب الشيخ محمد تقي الفقيه (الحفيد) 

كتاب: حديقة النفوس وحجلة العروس - كشكول مهم ونفيس بل كنز تراثي
من مؤلفات الشيخ تقي الدين إبراهيم الكفعمي العاملي
كان في عداد الكتب المفقودة إلى أن أتيحت لنا المكتبات التركية فعثرنا عليه في المكتبة السليمانية.
ذكره العلامة الأفندي الأصفهاني (ت 1130 هـ) في كتابه رياض العلماء ضمن ترجمته للكفعمي وتعداد مؤلفاته باسم (حجلة العروس).
ونقل عنه التلمساني المقري الأندلسي (ت 1041 هـ ) في كتابه (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) حيث ترجم للشيخ الكفعمي وضمّن ترجمته بعض قصائده وإنشاءاته الأدبية ومنها مراسلة الكفعمي للقاضي ابن فرفور التي وجدناها في هذه المخطوطة (حديقة النفوس وحجلة العروس) بعد أن كانت منحصرة الذكر في كتاب (نفح الطيب) .

أضف إلى ذلك ما كتبه الكفعمي بخطه على ظهر الورقة الأولى من صيغة بيعه لكتابه حيث قال : (انتقل هذا الكتاب [حديقة النفوس وحجلة العروس] من العبد الكاتب تقي الدين إبراهيم بن علي الجبعي الكفعمي عفا الله عنه بالابتياع الصحيح الشّرعي إلى ملك السيد الحسيب النسيب الأعظم خلاصة نوع بني آدم شمس الملك والحق والدين محمد بن السيد الأعظم شرف الدين يحيى بن ليث الحسيني النجفي ووصل ثمنه إلى كاتبه تامّاً كاملاً في شهر المحرم سنة ثلاث وتسعمائة هجرية على مشرّفها السلام ).

وفي أسفل هذه الصيغة شهادات بعض الأعلام على صحة البيع وهم :
الشيخ علي بن قاسم المعروف بابن عذاقة النجفي
وجمال الدين ابن العرندس
والسيد حسن الحسيني الحائري
والشيخ عبد السميع بن فياض الأسدي الحلي
والشيخ أحمد الجباعي [العاملي] .
والشيخ محمد بن علي بن أبي جمهور الأحسائي .

وقد تضمنت هذه المخطوطة الكثير من الفوائد المهمة والنادرة ومن أهمها :
ترجمة الكفعمي لنفسه (السيرة الذاتية) وتعقيب مشتري النسخة عليه وتكملته لها وبيانه لحقيقة مكان دفنه حيث اتضح من كلام السيد محمد بن يحيى بن ليث الحسيني النجفي الذي اشترى المخطوطة ان الكفعمي قد جاور مقام سيد الشهداء عليه السلام في كربلاء في العقد الأخير من عمره وتوفي ودفن في كربلاء .

وقد ضمّن الكفعمي سيرته الذاتية أسماء مؤلفاته ومن بينها (حديقة النفوس وحجلة العروس) معقباً بقوله : وهو هذا الكتاب .
ومن الأمور المهمة التي أوردها الكفعمي في هذه المخطوطة :
بعض التراجم كترجمته لوالده حيث قال فيه :
الشّيخ الأجلّ والدي علي بن حسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل الجبعي , توفي في يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة مضت من جمادى الأولى سنة إحدى وستين وثماني مائة . وكان رحمة الله فقيهاً عالماً حافظاً للقرآن والكثير من الأحاديث , ورعاً محبّاً للفقراء والمساكين , خصوصاً الذّريّة العلوية, حتى أنه كان يفديهم بنفسه وماله, وكان غزير المروءة في قضاء حوائح الإخوان صاحب هيبة عند أمراء زمانه وعلا بكرمه وفضله على أقرانه قدّس الله سِّرَّه وبحضرة القدس سَرَّه .

وترجم أيضاً لبعض أخوته كالشيخ شمس الدين الجبعي جد الشيخ البهائي (ره) .
كما ذكر بعض التواريخ المهمة المتعلقة يجبل عامل فقال :
توفّي حسن بن بشارة سنة خمس وعشرين [وثمان مائة] .
قُتل محمد بن بشارة في التومات [جبل التومات قريب مشغرة] سنة ثلاثين [وثمان مائة] .
وقعة البقيعة سنة خمس وثلاثين [وثمان مائة] .
وقعة بنت جبيل سنة تسع وثلاثين [وثمان مائة] .
وقعة البقاع سنة إحدى وأربعين [وثمان مائة] .
الشّكمى سنة اثنين وأربعين [وثمان مائة] .
توفي أيوب بن بشارة سنة خمس وخمسين [وثمان مائة] .
وقعة الملاحة سنة اثنين وسبعين وثماني مائة .

وأما ما يتعلق بالشهيد الأول فقد أورد عدة أمور منها قوله :
محمد بن مكي بن محمد بن حامد العاملي أبو عبد الله الشّهيد الفقيه العالم , له مصنّفات كثيرة منها : الدّروس والبيان والذّكرى والقواعد وشرح الإرشاد والألفية والنفلية .
وحبس بقلعة دمشق قريباً من سنة, وصنّف وهو محبوساً كتاب اللّمعة ثمّ قُتل وأحرق يوم الخميس التاسع من جمادى سنة ست وثمانين وسبعمائة . كما قال :
وللشّهيد في أهل دمشق قدحاً :
بُلينا بقومٍ أهــــــل مكـــــرٍ وعندهم**** دهاء فهم أمثال حمرٍ فـــــوارِهِ
إذا شئت أن تحظى بجاهك عندهم**** تجاهل وأن أوتيت علماً فواره
إلى غير ذلك من الحقائق التاريخية المهمة .

أضف إلى ذلك ذكره للكثير من أشعاره كمظومته في أداب الضيافة ومنظومته في الصيام وبعض أشعاره المدبجة وغير ذلك .
كما أورد أبياتاً متفرقة لبعض الشخصيات العاملية غير المعروفة كابن حجيج والجبشيثي وغيرهما .

من أرشيف مركز الفقيه العاملي لإحياء التراث - حاريص - جبل عامل انتهى كلام الشيخ محمد تقي الفقيه الحفيد .