القضاء على صور الكنعانية - يوسف الحوراني

 يقول د. يوسف الحوراني :( قد توقف التاريخ الكنعاني اللبناني عن مسيرته عندما قضى الإسكندر المقدوني على مدينة صور، وشلَّ عنفوانها بغيرة بلغت حد الحقد سنة 332 ق.م، بينما قضى الحقد الروماني الأعمى بدوره على إبنة صور الكبرى ( قرطاجة) سنة 146 ق.م، وبالقضاء على هاتين المدينتين الدولتين، تمّ القضاء على خبرة إنسانيّة إجتماعّية، عمرها يراوح الثلاثة آلاف عام، شهد لأصالتها في الحكمة كبار مفكري مجتمي الإسكندر المقدوني، وكاتو الروماني، من أمثال أرسطو الفيلسوف الأكبر، الذي قال في سياسته عن نظام قرطاجة السياسي : ( إن الدليل على إنتظام الدستور أنه، مع كونه يشرك الشعب في السياسة، لايبرح ذلك الدستور على منهجه السياسي، ولم تطرأ عليه ثورة، ولم يقاومه طاغية، وذلك أمر جدير بالذكر) (1272 ب)، وعن ديمقراطيتهم قال : ( .... هذه عادة لا أثر لها في بقية الدساتير.) (1273 أ). بالقضاء على هاتين المدينتين غدت حضارة الكنعانيين الفينيقيين كعجوز فاتها زمن الحمل والإيلاد، فبقيت تدوي حتى الإضمحلال.

الببليوغرافيا :
مجاهيل تاريخ الفينيقيين خلال سانخونياتن البيروتي وفيلون الجبيلي نصوص وأبحاث تأليف الدكتور يوسف الحوراني منشورات دار الثقافة بيروت- لبنان 1999 م ص 9.