كتب الأستاذ جلال شريم :
"لتلة الشيخ عباد موقع استراتيجي عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بين بلدتي حولا اللبنانية ومغتصبة مرغليوت المقامة فوق انقاض قرية "هونين" المهجرة.
تشرف تلك التلة على قسم كبير من الاراضي اللبنانية وعلى أجزاء شاسعة من فلسطين المحتلة لذلك أقامت فيها قوات العدو مركزاً عسكرياً يحوي برج مراقبة عملاق مزود بمعدات تقنية مهمته الرصد والتنصت والتجسس.
واهمية هذه التلة ليست فقط عسكرية استراتيجية بل لها خلفية دينية تاريخية زادت في حدة التنازع حولها بين لبنان والكيان الصهيوني.
فبحسب التراث الشعبي اللبناني في المنطقة يروي السكان ان تلك التلة تحوي مدفن أحد "العبّاد" الذي عاش في تلك التلة منذ حوالي 600 الى 700 سنة وتُروى حوله القصص التي تلامس حد الاساطير عن عبادته وتقواه. لذلك تعرف تلك التلة باسم ''العباد'' او ''الشيخ عباد''.
فيما يرى بعض الباحثين ان اسم ''العباد'' بالجمع يدل على ''جماعة من العابدين'' التي كانت تسكن تلك التلة متفرغة فيها للعبادة وصناعة نوع من الحصر.
اما في التصور الصهيوني فإن تلك التلة التي يطلقون عليها اسم "جبل شنان" فهي تستمد قداستها من وجود مدفن "راف آشي" أو "عشي" او "الحاخام آشي" العشي (352-427 ميلادية) الذي كان واحدًا من محرري التلمود البابلي لذلك هم يقدسونه ويعظمونه.
لذلك حوت تلك التلة موقعاً صهيونياً ابان فترة الاحتلال كان اسمه العسكري موقع "الزعفران" وهي تسمية ليس بين ايدينا مصدر يبررها سوى انها شيفرة او تسمية رمزية عسكرية.
وأيضاً كانت تلك التلة موضع مشاحنات ونزاع عند ترسيم الخط الازرق الحدودي بين لبنان ودولة الاحتلال بعد التحرير في العام 2000... وبعد وساطات وتدخلات من الامم المتحدة تم التوافق على شطر المقاوم طولياً بحيث يمر الخط الازرق في منتصفه فيقع نصفه في لبنان ونصفه الاخر تحت سيطرة الاحتلال.
في الجانب الصهيوني يقع المدفن داخل موقع عسكري شديد التحصين وتحت سيطرة عسكرية لذلك تحول هذا المدفن الى مزار يزوره الحاخامات والمتدينون اليهود لتأدية الصلوات والادعية ويلقون بأنفسهم ليبكوا فوقه... وعند مدخلة لافتة عبرية تحمل اسمه." انتهى
وقد كتب الاستاذ سليمان سليمان : " معركة الشيخ عباد حصلت قبل وقف أطلاق النار مباشرة بعدة ايام سنة 1948 ... وقد أوردت في كتابي [تشارين العمر] سبب مجزرة حولا ، أنه و باعترافهم فإن معركتي (العباد) و (القعدة) هما المعركتان الوحيدتان التي خسرها العدو في احتلاله لفلسطين ... وانتقاما للمعركتين ، احتلوا حولا ودمروها وارتكبوا مجزرة راح ضحيتها 65 شهيدا من الرجال وذلك بعدد قتلاهم في المعركتين !! : انتهى بتصرّف