في 5 آذار 1978، انطلق موكب تشييع الست فاطمة الأسعد (أم كامل) من أمام مستشفى اوتيل ديو، إلى العاصمة دمشق، وقد احتشدت في هذا الموكب الضخم الشخصيات الرسمية والدينية والشعبية، تقدمهم ٤٠٠ من العلماء... فكتب مصطفى جحا رسالة إلى كامل بك الاسعد:
" تحت سمائه نولد وعلى أرضه ننمو ونكبر... وقبل أن تغدر بنا المنية، نكتب الوصية التي نصرّ فيها على دفننا في غير أرضه، فكأنه لا يجوز أن تختلط أجسادنا بترابه... وكأن تراب دمشق أو غيرها أحق بنا من تراب الطيبة أو صور أو الشياح أو برج البراجنة... "
ثمّ أن العلاقات السورية الأسعدية ساءت وتدهورت بعد اجتياح عام 1982، فلم يعد بمقدور البيك زيارة ضريح والدته... وهو لم ينسَ _ وكذلك العامليون _ أن الفلسطينيين نبشوا قبور ال الأسعد في الطيبة وقتلوا ابن عمّه عبد الكريم الأسعد....
ومن المفارقات في ذاك الزمان أن يلتمس الحزب الشيوعي دفن الدكتور حسين مروة في مقام السيدة بدمشق بعدما تعذّر دفنه في مسقط رأسه حداثا. - انتهى
وقد فات مصطفى جحا الإشارة إلى أن علي بك الأسعد وابن عمه قد توفيا سنة 1865م في دمشق _ حيث كانا محتجزيْن _ ودُفنا في مقام السيدة بالشام، ورثاه احد شعراء عصره:
و قد أرّخته : لعليّ سعدٍ /// بجيرة زينب سَعِدَ ابنُ أسعدْ
وما لم يدركه الكاتب أيضا أن كامل الاسعد (ت 2010) نفسه أوصى أن يُدفن في السيدة زينب إلى جانب والدته رغم ضراوة الخصام بينه وبين النظام السوري السابق.



























