كربلاء في شعر العامليين

مذ كان الشيعة هناك، نكاد لا نجد في جبل عامل شاعرا أو عالما لمع نجمه وتعالى جده في النظم، إلا وقد غمّس أبياته بنجيع الطف وسيّده. وهذه إضمامة انتخبناها من ذاك الطوفان الولائي.

* الشاعر العاملي عبد المحسن الصوري المتوفى عام 419 هـ / 1028 ميلادي، يقول في محرّم :
كما جاء في يوم المحرّم واحدٌ ---  خبا نوره لمّا استحلّت محارمه
طغت عبدُ شمسٍ فاستقلّ محلقا--- إلى الشمسِ من طغيانها متراكمة


* الشيخ إبراهيم الكقعمي المتوفى عام 950هـ / 1500م، يستجير بكربلا:
سألتكم بالله أن تدفنونني  --- إذا متُّ في قبرٍ بأرض عفيرِ
فإنّي به جار الشهيد بكربلا-- سليل رسول الله خير مجيرِ 


* الفقيه ابن العودي الجزيني العاملي تلميذ الشهيد الثاني، كان حيان عام 965 هـ، يسلّم على القبر الشريف: 
بفنا الغريّ وفي عراص العلقمي --- تمحى الذنوب عن المسيء المجرمِ
قـبــران : قـبـر للـوصيّ وآخـرٌ  --- فـيـه الحـسين فـعـج عـليـه وسـلّـمِ 


* الشيخ محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني المتوفى عام 1030 هـ / 1622 م، تهلّ دموعه على تلك المصيبة:

كيف ترقى دموع أهل الولاء-- والحسين الشهيد في كربلاء
يا لها من مصيبة أصبح الد --- ين بهـا في مـذلــة وشـقـاء 


* المحدّث البارع والفقيه اللامع الحر العاملي المتوفى عام 1104هـ، ينوح لغربة الحسين: 
سأنوح ما غنّت حمائم حاجرِ --- ويبوح مني بالغرام محاجري
وكأنّ قلبي من هوى أودى به --- قد أوثقوه إلى قوادم طائرِ
واكربتاه لمن ثوى في كربلا  --- فردا وحيدا ماله من ناصرِ


* الشيخ أبو طالب الفتوني إبن الشريف الفقيه أبو الحسن الفتوني المتوفى عام 1150 هـ / ، يبكي السبط: 
هلّا بكيت السبط سبط محمد ---  نجل البتول السيد المفضالا
لهفي لمولى صُرّعت أصحابه -- فغدا كـقـوس أنــفـد الانبالا  


* الشيخ إبراهيم الحاريصي المتوفى عام 1185 هـ ، يتفجّع ليوم السبط:
سطا سطوة الليث الغضنفر مقدما --- وفـي كـفّـه ماضي الغرارين مخذمُ
وصـال عـلـيـهم صـولـة عــلويـة  --- فولّوا على الأعقاب خوفا وأحجموا
فلّله يـوم السّـبـط يـا لـك نـكـبـة --- لـها فـي فـؤاد الـدّين والـمجـد أسهم


* الشيخ إبراهيم بن يحيى الطيبي العاملي (جد آل صادق) المتوفى عام 1214، يشكو القلى:
ايها العاشق مـا هذا القلى --- أنت في الشام وهم في كربلا
تدّعي الحبّ وتختار النوى ---  ما كذا تفعل أصحاب الولا


* السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة المتوفى عام 1226 هـ يكبّر للعجائب قائلا: 

الله أكبر والعـجـائـب جـمّـة  --- أيكون مـا قـد كان أو يُتوقّع
رأس ابن بنت محمد ووصيّه -- كالبدر في أفق الأسنّة يطلعُ  


* الشيخ إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيى العاملي، المتوفى عام 1288 هـ / يقتفي أثر النحر والذبح في الطفوف:
وحين جاء الردى يبغي القرى سقطوا --- على الثرى بين مذبوح ومنحورِ
مـبـرّئـيـن عــن الآثــام طــهّــرهــم --- دم الـشـهـادة مـنـهـا أيّ تـطهـيـر ِ 


* السيد صدر الدين محمد علي بن السيد صالح شرف الدين المتوفى عام 1263 هـ / يصف الرؤوس على السنان:
بنفسي الذي يستغيثُ العداة --- ويدعو النصير فلا يُنصرُ
ويستعطف القوم في وعظه --- وهل يسمع الوعظ مستكبرُ
وأرؤوسهم فوق عالي السنان-- إلى الشام من حنقٍ تُشهرُ


* العلامة الشيخ محمد علي عز الدين المتوفى عام 1301 هـ / 1884 م، يدمغ بشعره أديم أرض:
شـهـر بـه سـار الحـسيـن بـغلـمة --- دمغت خراطيم الكماة بميسمِ
شمُّ الأنوفِ جحاجحٌ إن ما سطوا --- تركوا أديم الارض يقطر بالدّمِ


* الشيخ الفقيه موسى أمين شرارة العاملي المتوفى عام 1304 هـ / ينعى بني هاشم:
دهى هاشما ناعٍ نعى في محرّم --- بيومٍ على االإسلام أسود مظلمِ
مصـاب عـلى آل النـبي محمّد  --- عظيم مـدى الأيـام لـم يـتـصـرّمِ


* السيد جواد مرتضى المتوفى عام 1341 هـ / 1921 م، ينوح في ملأ العوالم: 
أوَمَا سمعتَ بحادثٍ --- ملأ العوالم بالنياح ِ
حيثُ الحسين بكربلا -- بين الأسنّة والرماحِ
ساموه إمّا الموت تحت-- البيض أو خفض الجناحِ


* الشيخ عبد الحسين صادق المتوفى عام 1365 هـ / 1945 م، يسأل كربلاء:
سل كربلا والبيض والأسلا  --- مستحفيا عن أبيّ الضيم ما فعلا 
أحلّقت نفسه الكبرى بقادمتَي -- إبائه أم عـلـى حُـكـمِ العِـدا نـزلا 


* السيد حسن محمود الأمين المتوفى عام  1368 هـ / 1948 م، يعظم عليه الخطب:
وردوا على الهيجا ورود الهيمِ --- ورأوا عظيم الخطب غير عظيمِ
وتنازعوا كأس المـنيّـة بـينـهـم   --- فـي غـيـر مـا لـغـوٍ ولا تـأثـيـمِ 


* المصلح والفقيه المتتبع السيد محسن الأمين المتوفى عام 1371 هـ / 1952 م، يقف في ثرى الواقعة: 

هذه كربلاء فقف في ثراها  --- واخلع النعل عند وادي طواها 
فهي وادي القدس التي ودّت الش--هب الدراري أنها حصباها

* الشيخ سليمان ضاهر العاملي المتوفى عام 1380 هـ / 1960 م ، يسكب العبرات:
في كربلا لكم الحديث كروب  --- يرويه صوب المدمع المسكوبِ 
صُبّت عليكم في الزمان مصائب --- الله من ذاك البلا المصبوبِ


* الأديب والشاعر محمد علي حوماني المتوفى عام 1964 م، يذوب حشاه حنينا:
لم ندرِ ما العزّ يا بن فاطمة ---  لولاك والمجدكيف نخدمه
ليت حشّا ذاب في الحنين لكم -- سـال فـروّى ثراكم دَمَه 


* الشيخ حبيب آل إبراهيم المهاجر العاملي المتوفى عام 1965 م، يتوعّد الذابحين بهلاك مبين:
مشت يوم عاشوراء عميا فلم تدع --- جانبا إلا اعتراه فلول
وتفري بظفر البغي نحر ابن سيّد --- به ملكتها عامر وسلول
وتذبح أطفالا أبى الله أن يرى    --- لذابحها في الهالكين مثيل


* السيد محمد رضا شرف الدين المتوفى عام 1970م، يحثّ العيون لتسيل دما قانيا:
أعيني سيلي دما قانيا ---  وابـكـي قـتـيـلا بـشـطّ  فــراتِ 
فيا غيرة الله ذا جسمه --- على الترب والراس فوق القناة


* الشاعر المسيحي بولس سلامة المتوفي عام 1399 هـ / 1979 م، تلهب عبراته تسكابا: 

يا قتيلا ولم يغسّل بماءٍ ---   جاءك الدمع لاهبا تسكابا 
يا قتيلا ولم يضمّخ بعطرٍ-- إنّ دمع الحسين عطرٌ طابا


* السفير والشاعر عبد المطلب الأمين المتوفى عام 1974 م، يذكر زينب:
ذكرتُ زينبَ إذ نادى الحسين وفي  --- أذن الزمان نشيج من رزاياهُ
ذكـرتُ زيـنـبَ تـأسـاء وتـعـزيـةً  ---    وعمتي زينب والسبطُ جدّاه 
نـحـن الذيـن نـذرنـا للـفـدا  دمنا  ---  وفي الأضاحي لم يبخل وريداه 
وفي الطفوف لنا جودٌ على ظمأ --- وغاية الجود ما يحبوه ظمآهُ 

* الشاعر والأستاذ العاملي محمد كامل شعيب المتوفى عام 1980 م، يعذر الإمام في تطلّبه للحِمام:
عذرتُك في تطلّبك الحماما  ---   وليس من الحفيظة أن تلاما 
ومَن طلَب العظائم ليس بدعا --  بأن يدع المهانة أو يضاما 
تعرّض للرماح الصمّ صدرا  -- على صدر النبوة قد ترامى 
قليل أن نسمّيك العفرنى    --- وان تُدعى السميدع والهماما

* السيد على محمد بدر الدين الحاروفي العاملي المتوفى عام 1980م، بنثر شعره تفاعيل حرّة في السبط:
هو الفجر يحبو إليه الرجاء
هو النهر تحمله كربلا
إلى القوس للأغنيات ضياء
فها إنها كربلاء
تُبيحُ السيوفَ لنذرِ الحسين 


* الشاعر موسى زين الشرارة المتوفى عام 1986 م، يشيد من الدم مجدا:
في مثل هذا اليوم شاد لنا الدمُ --- مـجـدا بـه ثغر العُلى يـتـرنّمُ 
ناداه واجـبـه المـقدّس فانبرى --- كالليث يزأرُ غاضبا ويدمدمُ 
ليـث لـه إرث الـنـبـوة غـابــة --- عـنها يـذودُ ودونها يتجشّم ُ 


* الشيخ عبد الله محمد علي نعمة المتوفى عام 1994م، يخضّب حروفه شعرا:
وقفتُ على قبرك الممرع  --- -- وقوف أخي شجن موجعِ
قرأتكَ شعراً خضيب الحروف -- ولحنا يذوب على المقطعِ 


* الشاعر الملحمي سعيد عسيلي المتوفى عام 1994م، يتدفّق كالسيل: 
وهوى إلى الميدان نجل المرتضى  --- كالسيلِ ضدّ مَن اعتدى يتدفّقُ
وهو الحـسـيـن ابـن الـنـبـي وعـزمـه --- من عزمه وعليه منه رونقُ 


* الشاعر والاديب عبد الرضا صادق المتوفى عام 1997م، يجلو بحزنه في آل النبي:
آل الـنـبي جـلا بـهـم عـن مـكّــة  --- أن يُستباح بها الكريم ضياعا 
نفَرَت كما ائتلق الضحى إشراقة --- وكما تنفّست الرياضُ طباعا 


* الشاعر والأديب إبراهيم بري المتوفى عام 1997م، يضع أمثولة صادحة:
أمثولة يا بن النبيّ وضعتها  --- ستظلّ صــادحة بها الأقلام 
البذلُ والكرمُ السخيُ عمادها --- والحزم والتصميمُ والإقدامُ
علّمتنا معنى البطولة في الوغى -- إنّ البطولة نخوة و ذمامُ 


* الشيخ العلامة محمد تقي الفقيه المتوفى عام 1999م، يخضّب الأرض حزنا:
خضّب الأرض بالنجيع وبالدّم  --- وأذاق الكـمـاة صـابـا و عـلـقــمِ 
لا تـقـل مـفـردا فـشـبـلُ عـليّ --- في الوغى إن تشبّ جيشٌ عرمرمِ


* السيد محمد حسين فضل الله المتوفى عام 2010م، يتنهّد خافقه:
هذا هو الدين الصحيح عزيمة --- تردي الطغاة وخافق يتنهّدُ
يـتلمّـس الـقـلب الـجريح كـأنه --- آس يروّض جرحه ويضمّدُ 


* الشاعر المعاصر عبد الكريم شمس الدين، يبلغ في البذل قمة:
كـربـلا أيـامـنـا كـربـلاء   --- غـير أنّـا نـحـيـا ولا شهداءُ
أنت في البذلِ قمّة وعطاء --- نحن جدبٌ فليس فينا عطاءُ 


* الشاعر المعاصر ياسر بدر الدين، يؤسيه النواح:
غنِّ يا شعر قد أساني النواحُ --- وأمطري الحزن من دمي يا جراح
خجلا مـنك يا حـسـين أنـادي  ---  مـدن الـصـمـت والـنعـاس يـبـاحُ 


* العلامة المعاصر السيد محمد حسن الأمين ، يشدّ عيونه للضياء:
كربلاء امنحي خطانا هدى --- الدرب وشدّي عيوننا للضياء
كربلاء اصعدي فدرب السماء  --- زحمتها مواكب الشهداء 


* الشاعر المعاصر خليل عكاش، يستقوي على المحن:
ولم تزل كـربـلا الأحرار مدرسة --- للثائرين عـلـى بـاغٍ ومرتهنِ
وكربلاء على التاريخ ملحمة  --- فيها العزائم تستقوي على المحنِ


جمعها ورتبها من مصادرها (حسن بن السيد محمد حسن ترحيني)