انتفاضة بنت جبيل 1936 برواية د. أحمد بيضون

بعدما عرض د. أحمد بيضون الظروف السياسية والاجتماعية والعائلية في بنت جبيل إبان الانتفاضة، قام بسرد تفاصيل احداث ساعاتها الحرجة:
* كانت الشبيبة العاملية و عصبة الأدب العاملي (موسى الزين شرارة، عبد الحسين العبد الله، حسين مروة، هاشم الأمين....) قد صنعوا لأنفسهم حيّزا اجتماعيا، خاصة بعدما اتصلوا بمشايخ النبطية (أحمد رضا وسليمان ظاهر وعلي الزين وعارف الزين)، وقد رفعوا شعار وحدة سوريا العربية وجعلوه ركيزة وقفتهم ضد فرنسا.
* عندما صدر قرار انشاء شركة الريجي واحتكارها صناعة وتجارة التبغ والتنباك لمدة 15سنة، كانت فرصة الشبيبة مؤاتية لتركيز هجومهم عليها، لا لأنها تعطي اسعارا قليلة، بل لأنها فرنسية اولاً ومحكترة ثانياً، وعندما ايقنوا ان الريجي باقية أخذوا بتحريض المزارعين والمطالبة بزيادة الاسعار.
* مساء 31 آذار 1936 _ليلة العاشر من المحرم_ كانت في منزل علي الحاج حسين بيضون عريضة موقّعة ومعدّة للارسال إلى المراجع فيها مطالب المزارعين.
* داهم الدرك منزل علي بيضون، وصادروا العريضة و أوقفوا الرجل. فهبّ المجتمعون في الجامع وهاجموا المخفر واخرجوا علي بيضون منه واعادوه لمنزله.
* اجتمع رياض أرسلان _مأمور ريجي بنت جبيل_ مع حبيب بزي وهو احد المتعاونين معه، ووضعا لائحة ب 33 اسما من المحرضين على العريضة. وصلت قوة من مدينة صور قوامها 100 دركي، ولم يطلع فجر ذلك اليوم الا باعتقال اللائحة كاملة بإشراف رئيس البلدية محمد سعيد بزي.
* استيقظ الناس على خبر اعتقال 33 شخصا فهاجموا مرة أخرى المخفر غير عابئين باعداد الدرك الكبيرة. ونقبوا جدار السجن بالمعاول، واخرحوا احد المعتقلين. أطلق الدرك الرصاص فسقط الشهيد الأول مصطفى العشي وكان عريسا في مقتبل العمر.
* سرت اخبار ان ابن رئيس البلدية كان بين الدرك وهو مطلق النار. ومع وصول وفود من عيناثا ومارون تجددت المظاهرات فاطلق الدرك الرصاص مرة أخرى وسقط شهيدان آخران من عيناثا هما: عقيل الدعبول ومحمد الجمال.
* في المساء نُقل الموقوفون إلى صيدا ومنها إلى سجن الرمل، وكان بينهم موسى الزين شرارة، وعلي بيضون و(النائب) علي بزي، وعقيل شامي وأمين شرارة و .....
* جرى تشييع مهيب للشهداء، وأُعلن الإضراب في جبل عامل من أقصاه إلى أقصاه، وأقيمت المهرجانات لذكراهم، وقد وقف عادل عسيران في مهرجان النبطية متوعّداً (هؤلاء الأربعون مليون فرنسي سوف نبتلعهم). فتمّ اعتقال عادل عسيران والفرد ابو سمرا وسليم ابو جمرا.
* تطوع اكثر من 30 محاميا للدفاع عن الموقوفين، وحُكم عليهم بالسجن شهرا واحدا، لكن ضغط الاحتجاجات اجبر السلطات على اطلاقهم بعد اسبوعين من توقيفهم.